محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مقدمة التحقيق]

صفحة 18 - الجزء 1

  من الحاضرين والمستمعين، وخشيته من حرمانهم من الاستفادة - مع أنه في نظري قد يشير إشارات كثيرة لا تخفى على الطالب المستفيد في الكثير من الآيات إلى أغلب تلك القواعد (النحو والبلاغة) وأنه بنى تحليله للآية عليها - وتلك المراعاة لإفهام العوام، والحرص على استفادتهم هي السبب الداعي له - أيده الله - إلى الاكتفاء بالتعليق على بعض الآيات، وعدم تفصيلها تفصيلاً مطابقاً لتركيبها وألفاظها، وهذا في تراكيب الآيات المعقَّدة، وقد يأتي بالتعليق نادراً ركوناً على فهم تحليل الآية المطابق لتركيبها من خلال ظاهرها، وعدم المشقة في ذلك، فافهم هذا وتأمله بعين البصيرة والإنصاف، فقد يكون هذا مميزاً من مميزات هذا التفسير، ودالاً على حسنه وبراعة مصنفه، وقديماً قالت العرب: «لكل مقام مقال» وبالله التوفيق.

  واعلم أخي القارئ الكريم أن بعض هذه الأسئلة الواردة في الهامش قد أتينا به على لسان العامي الطالب بسؤاله حصول الفائدة، وبعضاً منها بلسان المرشد المستفهم، ومنها ما هو بلسان المجرِّد من نفسه شخصاً مخالفاً في الرأي والنظر؛ ليخرج للقارئ الكريم هذا الكم الهائل من الأدلة والترجيحات، والفوائد المنقحات، في ترجيح قولٍ، أو تقرير رأي، أو رد اعتراضٍ.

  ونحن نستسمحه العذر في شغلة وقته المزدحم بالأعمال الشاقة في رفعة الدين وإحياء الإسلام، وفي إيراد بعض الإشكالات على بعض آرائه الصائبة وأنظاره الثاقبة، فإنما ذلك للسبب المتقدم.

  هذا، وقد ذكَّرتنا جوابات المصنف - حفظه الله - على هذه الأسئلة الكثيرة المتشعبة في كل فن والتي تربو على ستة آلاف سؤال بما روي عن الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة # أنه سأله أحد العلماء في مقام بيعته عن خمسة آلاف مسألة، فأجاب عنها بأحسن جواب، فلا عجب ولا استبعاد لذلك، مع ما رأيناه من المؤلف أجزل الله مثوبته، ولا غرو فهي ذرية بعضها من بعض.

  فإذا وجدت أيها العالم المستزيد أو المرشد المستفيد، بُغْيتك التي تريدها،