سورة العنكبوت
  {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ٢٧} ولم ينقص ثوابه في الدنيا شيئاً مما أعده الله له من الثواب في الآخرة، وسيثيبه الله سبحانه وتعالى ثواب الأنبياء.
  {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٨}(١) ثم إن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى لوط # بالنبوة وأرسله إلى خمس قرى من قرى الشام، وكان أهلها يعملون المنكرات والفواحش من اللواط، وقطع الطريق والنهب، والاعتداء على الناس، وكانوا يجاهرون بالمعاصي والمنكرات من دون أي خوف أو حياء، فكان الرجل ينكح الرجل جهرة أمام الملأ، فبعثه الله سبحانه وتعالى إليهم لينهاهم عن ذلك ويدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام والمعاصي والمنكرات والفواحش.
  {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}(٢) واستنكر عليهم ما كانوا يأتونه من المعاصي من إتيان الرجال بعضهم بعضاً علناً، وقطع الطريق(٣) على الناس ونهبهم وأكل أموالهم، وفعل المنكرات والفواحش(٤)
(١) سؤال: يقال: كيف ساغ وصف الفاحشة بقوله: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا ...} إلخ؟ أم أنها غير صفة؟ فوضحوا ذلك أمدكم الله بألطافه السَّنِيَّة.
الجواب: جملة «ما سبقكم» في محل نصب حال من الفاعل أو من المفعول، أي: حال كونكم مبتدئين بها، أو حال كونها مبتدأً بها.
(٢) سؤال: ما العلة في إفراد المنكر؟
الجواب: أفرد لأنه أراد الماهية، أي: ما صدق عليه اسم المنكر واحداً أو أكثر.
(٣) سؤال: هل يمكن أن يحمل السبيل الذي يقطعونه على مأتى النساء الذي جعله الله لهم على معنى: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ}[الشعراء: ١٦٦]؟
الجواب: يجوز ذلك، وقد فسروها به، والأقرب ما ذكرناه.
(٤) سؤال: وردت آثار في المنكر الذي كانوا يعملونه في نواديهم مثل الخذف بالحصى ونحو ذلك، فما رأيكم في ذلك؟ وهل يمكن أن نحملها على ما صح عن أئمتنا من أخبار نحو: «عشر =