محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة العنكبوت

صفحة 328 - الجزء 3

  {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي⁣(⁣١) إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٦} بعد أن دعا إبراهيم قومه أمره الله سبحانه وتعالى أن يهاجر إلى أرض الشام، وقد لحق به لوط⁣(⁣٢)، ثم إن الله تعالى أنزل عذابه بأهل بابل، وأبادهم واستأصلهم بالزلازل التي ضربتهم حتى تهدمت عليهم سقوف منازلهم، وقتلتهم جميعاً.

  {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ⁣(⁣٣) النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} وبعد أن هاجر رزقه الله سبحانه وتعالى بالأولاد فولد له إسحاق وكان نبياً، وولد لإسحاق يعقوب وكان نبياً أيضاً، وبارك الله تعالى في ذريته فجعل النبوة في عقبه.

  {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} وهو ما رزقه من الذرية المباركة الصالحة وما أخرج من الأنبياء من عقبه، وما جعل له من الذكر الحسن إلى يوم القيامة فما من أمة إلا وقد أمرت بالصلاة عليه والثناء والمدح له⁣(⁣٤).


(١) سؤال: هل معنى «إلى ربي»: من أجل ربي؟ أو على حذف مضاف أي: إلى مرضاة ربي؟ أم ماذا؟

الجواب: قد يصح الأمران، وتكون الغاية المستفادة من «إلى» على الأمر الثاني معنوية.

(٢) سؤال: من أين نستفيد أن لوطاً لحق بإبراهيم @ إلى الشام؟

الجواب: استفيد ذلك من قول ضيف إبراهيم المكرمين لإبراهيم #: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ .... قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا} فاسم الإشارة يدل على أن القرية بالقرب من مكان إبراهيم #، ومن قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ٧١}⁣[الأنبياء].

(٣) سؤال: هل الضمير في «ذريته» يعود إلى يعقوب #؟ أم إلى إبراهيم #؟ أم إلى إسحاق؟

الجواب: الأولى عود الضمير إلى «إبراهيم»؛ لأن السياق في ذكر إبراهيم.

(٤) سؤال: ما الوجه في تسمية هذه العطاءات أجراً؟

الجواب: سماها تعالى أجراً وإن كانت فضلاً لوعده تعالى للمحسنين بثواب الدنيا والآخرة، ولتعظم في نفس أولياء الله، مع ما في ذلك من اللطف الداعي للمؤمن إلى الجد والعمل الدؤوب فيما يكسبه الأجر والثواب.