سورة العنكبوت
  فدخلوا أولا على إبراهيم يبشرونه بمولود(١) سيولد له، وأخبروه بأنهم قد نزلوا بالعذاب على قوم لوط، وقد حان موعد إهلاكهم؛ لأنهم قد استوجبوا ذلك.
  {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ٣٢} فخاف إبراهيم على لوط # وأخبر الملائكة بأنه لا زال في القرية، فأجابوه بأنهم يعلمون ذلك، وأنهم سينجونه وأهله إلا امرأته فقد استحقت العذاب مع قومها. والغابرين: يعني به الهالكين.
  {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}(٢) وبعد أن خرجوا
(١) سؤال: يقال: إن كان المبشر به هنا هو إسحاق # نظراً لقوله: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ١١٢}[الصافات]، فيضعفه تقدم الحكاية عنه آية (٢٧)؟ وإن كان إسماعيل # فيضعفه أن البشارة به في الصافات قبل إسحاق، وأنه وجد حال مهاجرة أبيه، وظاهر ما هنا أنه وجد بعد إسحاق؛ فكيف؟
الجواب: بشر نبي الله إبراهيم # مرتين مرة بإسماعيل ومرة بإسحاق كما في الصافات، وكان المبشر به أولاً إسماعيل كما ذكرتم. فالبشرى المذكورة هنا هي بإسحاق، بقرينة أن إهلاك قوم لوط # متأخر عن مهاجرتهما إلى الشام، فالمعروف من سنن الله أنه لا يهلك المكذبين بدعوة رسله إلا بعد طول إنذار، وبعد إقامة حجج الله عليهم. وقال تعالى في الآية المتقدمة: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ...} ويبعد أن يقول ذلك قبل أن يولد لإبراهيم يعقوب @.
(٢) سؤال: ما هو إعراب «أن» في قوله: «أن جاءت»؟ وما يكون إعراب الجميع؟ وما إعراب «ذرعاً» أيضاً؟
الجواب: «لما» ظرف مضمن معنى الشرط متعلق بـ «سيء». «أن» صلة، وجملة «جاءت ..» جملة الشرط، وجملة «سيء بهم ..» جملة الجواب. «ذرعاً» تمييز محول عن فاعل.
سؤال: ما نوع التعبير في قوله: {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}؟
الجواب: هو كناية عن ضيق الوسع والطاقة، أو عن امتلاء القلب بالهموم، كما يُفْهِم الاستخدام في الأمرين كلامُ القاموس المحيط.