سورة الروم
  {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يصبر على دينه وعلى مواصلة دعوته وتبليغه ما أمره ربه؛ ووعده بأنه سينتصف له منهم، وسوف يعذبهم بسبب أذيتهم واستهزائهم وتكذيبهم.
  {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ٦٠}(١) واثبت على ما أنت عليه يا محمد، ولا تترك لهم مدخلاً عليك، أو تدعهم يستخفوا عقلك بأفكارهم وضلالاتهم، أو يستهووك حتى تدخل معهم في باطلهم وأعمال كفرهم.
  * * * * *
(١) سؤال: ما هي مناسبة جعل هذه الاية خاتمة لهذه السورة المباركة؟
الجواب: من شأن التكذيب والكفر بما جاءهم به النبي ÷ وعدم الاستجابة له وهو يدعوهم الوقت بعد الوقت والسنة بعد السنة من غير أن يرى أثراً لدعوته سوى التكذيب والسخرية والكفر والاستهزاء - من شأن ذلك كله أن يكون سبباً لفتور عزيمته وقلة نشاطه وانهيار قوته؛ لذلك جاءت هذه الآية لتبعثه على الصبر، وتنهاه عن ترك الدعوة والفتور فيها والإعراض عنها، مع ما فيها من الإشارة لانتهاء السورة وتمامها، وذلك من حيث أن وعد الله بالنصر له هو العاقبة والنهاية التي تنتهي بها دعوتك، وتصير إليها في عاقبة أمرك.