محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة لقمان

صفحة 404 - الجزء 3

  والثالث مما يختص بعلمه: هو ما يلقيه الذكور من النطف في الأرحام هل تكون تلك النطفة ذكراً أم أنثى، وقد حاول أهل العلم الحديث اكتشاف ذلك، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة، فلا يعرفون ذلك إلا إذا اكتمل خلق الجنين في بطن أمه⁣(⁣١).

  والرابع مما يختص الله سبحانه وتعالى بعلمه: الأمور المستقبلة، فعلم ذلك محجوب عن المخلوقين.

  والخامس: الموت فلا يستطيع أحد أن يعرف موعد نزوله، أو يعرف مكان موته.

  * * * * *


= بعلمها هي التذكير بالدليل الدال على صحة إحياء الموتى بعد ذكره للساعة التي يبعث الله فيها الموتى، وذلك من حيث أن نزول الغيث على الأرض الميتة يبعثها على الحياة من جديد، فيكون في قوله: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} رد على المشركين الذين استبعدوا إحياء الموتى حين قالوا: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨}⁣[يس]، وبهذا تظهر المناسبة لإدخال {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} بين التي يختص الله بعلمها، أي: بعد ذكره للساعة.

(١) سؤال: ما أروع محملكم هذا لكن ما هو الصارف عن عموم الأوقات المستفاد من قوله: {مَا فِي الْأَرْحَامِ

الجواب: الذي دعانا إلى ذلك هو ما ظهر اليوم من إمكان معرفة الجنين الذي اكتمل خلقه في بطن أمه بواسطة الآلات الحديثة.