سورة لقمان
  واجتناب ما ينهاهم عنه.
  {وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ(١) هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣} وأن يحذروا يوم القيامة، ذلك اليوم الذي لا يستطيع أحد أن ينفع أحداً، أو أن يقدم له شيئاً ولو كان أقرب الناس إليه؛ وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى ولا بد أن يقع لا محالة، فلا يغتروا بالدنيا ونعيمها وزخارفها وما يمتعهم الله سبحانه وتعالى فيها من الصحة والعافية، وعليهم أن يحذروا الشيطان أن يغرهم عن ذلك اليوم بما يزينه لهم من المعاصي والشهوات.
  {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ٣٤} ثم أخبر سبحانه وتعالى بالأشياء التي يختص بعلمها وحده:
  فالأول: موعد قيام الساعة فلم يطلع الله أحداً من خلقه على العلم بوقت قيامها لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً.
  والثاني: متى ينزل المطر(٢).
(١) سؤال: هل عطفت الجملة الاسمية هنا على الفعلية؟ إن كان فما السر في ذلك؟ وما إعراب قوله: «شيئاً»؟
الجواب: قد قيل: إن أغلب آباء الصحابة كانوا كفاراً فلم تستدعِ الحال التأكيد، وكان الأبناء مسلمين فاقتضى الحال تأكيد الجملة المعطوفة: {وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ ..} بالاسمية وضمير الفصل؛ ليحسم طمع الأبناء عن رجاء النفع يوم القيامة لآبائهم بأي نفع، لا شفاعة ولا غيرها، أفاد معنى هذا الزمخشري، و «شيئاً» مفعول به لجازٍ.
(٢) سؤال: وهل يمكن أن نستفيد من مغايرة العطف في قوله: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} لما قبله اختصاص الباري تعالى بإنزال الغيث فقط لا بموعد إنزاله، وفيما بعدها قد صرح تعالى باختصاصه بعلمها؟
الجواب: ذلك هو الظاهر وتكون الفائدة من إدخال: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} بين تلك التي يختص الله =