سورة السجدة
  {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ٢٩} وأنهم لن يمهلوا لحظة واحدة كما هو حالهم الآن في الإمهال والتأني بهم.
  {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ٣٠} اتركهم يا محمد في غيهم وضلالهم واستهزائهم ولا تُجَارِهِمْ، ولا ترد عليهم، وانتظر لهلاكهم كما هم منتظرون لهلاكك.
  ثم إن الله سبحانه وتعالى أهلك كبار قريش يوم بدر، وكانوا سبعين رجلاً، وهم الذين كانوا يصدون عن دعوة النبي ÷ ويقفون في وجهه، ويمنعون الناس عن الذهاب إليه والسماع لما يتلوه عليهم من رسالة ربه(١).
  * * * * *
(١) سؤال: يقال: هل استكمل يوم بدر جميع الصادين؛ أم كيف؟
الجواب: أهلك الله بعذابه يوم بدر أكابر المجرمين ورؤوس الكفر قال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ٩٥}[الحجر]، ولم يبق من رؤوسهم سوى أبي سفيان فإنه كان في العير ولم يكن في نفير قريش يوم بدر، ولعل بقاءه فتنة ومتاع إلى حين.
سؤال: ما مناسبة كون هذه الآية خاتمة لهذه السورة المباركة؟
الجواب: في هذه الآية إشارة إلى نهاية السورة، فإن أمر الله تعالى لنبيه ÷ بالإعراض عن قومه والانتظار للفرج بعد أن بلغهم رسالة ربه وتلا عليهم آياته هو آخر ما كلف به ونهايته وتمام رسالته إليهم، وذلك يؤذن بنهاية السورة.