سورة الأحزاب
  {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ٢} بعد أن نهى الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ عن طاعة الكافرين والمنافقين أمره أن يتبع ما أوحي إليه من الشرائع والتعاليم في القرآن(١)، وأمته تدخل تبعاً له في هذا الأمر.
  ثم أخبره تعالى بأنه عالم بجميع أعمال عباده، ومطلع على أسرارهم وما في ضمائرهم، وسيجازيهم على ظاهرها وباطنها.
  {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ٣} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يتوكل عليه في ذلك لأجل أن يدفع عنه ضرر الكافرين والمنافقين ومؤامراتهم ومحاولاتهم لقتله وإفساد أمره، وأن لا يبالي بهم؛ لأنهم مهما حاولوا أن يضروه فلن يستطيعوا ذلك ما دام متوكلاً عليه وكفى بالله حافظاً(٢).
- الاجتماع بالأقارب والجيران والإخوان كل يوم عدة مرات، ولا يخفى ما يترتب على ذلك من المصالح التي فيها دوام التواصل، والإحساس بالترابط، ومنها التشاور عند الحاجة، ومنها السؤال عن الغائب والمريض، ونحو ذلك.
- إنعاش القلب بذكر الله فلا يزال القلب حياً بذكر الله بالمداومة على الصلاة، ولا يخفى ما في انتعاش القلب بذكر الله من آثار على سلوك الإنسان، فيترك القبيح ويتجنب الشر، ويندفع إلى فعل الخير وحسن المعاملة، وبسلوكه هذا يحصل على ثقة الناس به وميلهم إليه وحبهم له، ويكتسب حسن معاملتهم له، وحسن الثناء عليه {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}[مريم].
(١) سؤال: قد يفهم أنه لم يوح الله تعالى إلى النبي ÷ إلا القرآن فقط دون السنة، فكيف تقولون في ذلك؟
الجواب: السنة تابعة للقرآن أي: أنها لبيان ما شرع الله تعالى في القرآن وتفصيل ما فيه من الأحكام، فالصلاة والزكاة مما أمر الله تعالى به في القرآن، وبيان كيفية الصلاة ومقادير الزكاة جاءت من السنة، إلا أنها لبيان ما أراده الله في القرآن؛ لذلك فالسنة ليست شيئاً آخر غير القرآن.
(٢) سؤال: يقال: وبماذا يُفَسَّر الضر الذي حصل للنبي ÷ في غزوة أحد وليلة الهجرة ونحو ذلك؟
الجواب: المراد أنهم لن يصلوا إلى إفساد دعوة النبي وإبطال أمره ألا ترى أن الله تعالى سمى نجاة النبي ÷ من المشركين واختبائه في الغار نصراً: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا =