سورة ص
  {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ(١) مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ(٢) هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ٤} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على قريش عندما استبعدوا وتعجبوا أن يرسل الله تعالى إليهم نبياً منهم، وزعموا أنه لا يصح ذلك ولا يجوز أن يرسل إليهم نبياً من نفس جنسهم، فقالوا: إن محمداً كاذب فيما يدعيه.
  {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ٥} واستنكروا عليه عندما كان يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده وترك آلهتهم، فكيف يكفر بها وهي شريكة لله في ربوبيته؟ وما هذا الدين الذي جاءهم به الذي لا يعرفونه هم ولا آباؤهم؟ ومعنى «عجاب»: بالغ النهاية في العجب.
  {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا(٣) وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ٦}(٤) اجتمعت كبار قريش فيما بينهم للتشاور في شأن محمد، وما جاء به من الدين، وأجمعوا على تكذيبه والصد عن دعوته والدفاع عن دينهم ودين آبائهم، وقرروا أن ما جاءهم به ليس إلا بلوىً ومصيبةً حلت بهم، وأنه لا بد أن يواجهوا ذلك بالصبر(٥) والمقاومة حتى تنجلي هذه المصيبة والشدة.
(١) سؤال: فضلاً ما موضع: {أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} من الإعراب؟
الجواب: موضعه الجر بـ «من» مقدرة.
(٢) سؤال: ما الوجه في التصريح بالفاعل دون إضماره في قوله: {وَقَالَ الْكَافِرُونَ}؟
الجواب: الوجه هو بيان العلة والسبب الذي دفعهم إلى قولهم ذلك في النبي ÷.
(٣) سؤال: من فضلكم ما معنى «أن» في قوله: {أَنِ امْشُوا}؟ وما محلها؟
الجواب: «أن» هي المفسرة لتقدم معنى القول ولا محل للجملة بعدها من الإعراب.
(٤) سؤال: ما مقصودهم بقولهم: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ٦}؟
الجواب: مقصودهم بذلك القول هو أنه أمر لا مفر لهم منه ولا بد من وقوعه كما نقول نحن المسلمين: قضاء وقدر.
(٥) سؤال: يقال: ظاهر تواصيهم بالصبر على آلهتهم والمشي على طريقة آبائهم أنهم غير معترفين بنبوة محمد ÷ فهل هذا يعارض أمثال: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}[النمل: ١٤]؟ أم كيف؟
الجواب: هذا هو قول الملأ منهم أي: قول كبارهم وعظمائهم، قالوه مع علمهم بصحة دعوة =