سورة ص
  {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ٧} وقالوا بأن هذه الدعوة التي جاء بها محمد ÷ لم نسمع بها في ملة النصارى، ولم يخبرنا أحد بأن عيسى # جاء بشيء مما جاء به محمد؛ والدين الذي جاء به محمد ÷ إنما اختلقه وافتراه من عند نفسه.
  {أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} واستنكر المشركون أن يكون الله سبحانه وتعالى قد اختاره من بينهم، فكيف يختار يتيم أبي طالب؟ ألم يجد غيره ممن هم أرفع منه جاهاً وأكثر مالاً وعزاً حتى يختاره؟ ولماذا لم يختر لنبوته ورسالته أحد أشراف قريش وزعمائهم؟
  {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي} ثم أجاب الله تعالى عليهم أن سبب اعتراضهم على إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته هو كفرهم بالله تعالى وتكبرهم عليه، وتشككهم في آياته وما أنزله.
  {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ٨}(١) ولن يؤمنوا به إلا عندما يعاينون نزول العذاب بهم، فعندها سيؤمنون وسيصدقون بالله تعالى، ولكن حين لا ينفعهم إيمانهم ذلك.
  {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ٩ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} فهل يملكون شيئاً من خزائن رحمة الله سبحانه وتعالى حتى
= محمد ÷ وصدقه فيما جاءهم به يموهون به على أتباعهم ويسيسونهم به ولا يخفى أن الأتباع تبع لكبرائهم وسادتهم يدينون بما دانوا، لا ينظرون في دعوة النبي ÷ ولا في دينه، ولو أنهم نظروا لآمنوا غير أن سادتهم وكبراءهم يحاصرونهم من النظر ويصدونهم عنه، فالذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم هم الملأ دون الأتباع.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ٨} مفصلاً؟
الجواب: «لما» حرف جزم ونفي وقلب، ويذوقوا: مضارع مجزوم بـ «لما». عذاب: مفعول به مضاف إلى ياء المتكلم، أي: لم يذوقوا العذاب في جميع الأوقات الماضية إلى زمن نزول الآية، وتفيد «لما» هذه توقع نزول العذاب ووقوعه بهم.