سورة ص
  {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ(١) مِنْ أَجْرٍ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأنه لم يطلب منهم أي أجرة على مشقة تبليغهم رسالة ربهم حتى يرفضوا الاستجابة له خوفاً من دفع الأجرة.
  {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ٨٦ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ٨٧} وأن يخبرهم بأن ما جاءهم به من القرآن إنما هو كلام الله تعالى، وأنه لم يأت به أو يختلقه من عند نفسه. ومعنى «من المتكلفين»: الكاذبين المفترين.
  {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ٨٨}(٢) إن لم يؤمنوا به الآن فليعلموا أنهم سيؤمنون به فيما بعد، ولكن حين لا ينفعهم إيمانهم، وذلك وقت حلول(٣) العذاب ونزوله بهم. ومعنى «نبأه»: صدق ما أخبر به القرآن الكريم.
  * * * * *
= لابتداء الغاية، فليس في الآية على هذا تكرير ولا إعادة.
(١) سؤال: إلام يعود الضمير في قوله: «عليه»؟ وكيف عرفنا ذلك؟
الجواب: يعود إلى الحق الذي أقسم به.
(٢) سؤال: ما هو السر في جعل هذا التهديد البالغ خاتماً لهذه السورة المباركة؟
الجواب: لتؤذن وتشير إلى نهاية السورة وذلك من حيث أن العذاب هو نهاية المكذبين وعاقبة أمرهم وآخره.
(٣) سؤال: من فضلكم هل المراد بحلوله في الدنيا أم يوم القيامة، مع التعليل؟
الجواب: يمكن حمله على الأمرين جميعاً؛ لأن القرآن قد نطق وعيده بهما جميعاً.