أخرج الله تعالى إبليس من ظل رحمته وطرده منها إلى لعنته بسبب استكباره عن الامتثال لأمر الله تعالى.

  {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ٧٩} فطلب من الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمره ويمهله إلى يوم القيامة.

  {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ٨٠ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ٨١ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٨٣}⁣^(⁣١) فأجاب الله سبحانه وتعالى له طلبه، فأقسم إبليس على الله سبحانه وتعالى أنه سيسعى جهده في إغواء الناس وإضلالهم وإخراجهم عن الحق والهدى واستثنى منهم المخلصين لله تعالى في إيمانهم وعبادتهم فقد عرف أنه لن يستطيع التأثير فيهم، وأنه لن يجد إلى إغوائهم طريقاً.

  {قَالَ فَالْحَقُّ⁣^(⁣٢) وَالْحَقَّ أَقُولُ ٨٤ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ⁣^(⁣٣) أَجْمَعِينَ ٨٥} فأقسم الله تعالى بالحق الذي هو قوله لا قول له سواه بأنه سوف يعذبه وكل من أطاعه واتبعه في نار جهنم التي أعدها لمن عصاه.

(١) سؤال: فضلاً ما الوجه في التعبير بـ «المخلصين» بصيغة اسم المفعول دون اسم الفاعل الذي هو موافق لظاهر المعنى في هذه الآية وأمثالها؟

الجواب: فتحت اللام للإشارة إلى أنهم لم يكونوا مخلصين إلا بما أمدهم الله به من التوفيق والألطاف والتنوير والمعونة.

(٢) سؤال: من فضلكم فصلوا إعراب هذه الآية على قراءة حفص برفع «فالحق» وبنصبها على قراءة نافع ومن معه من القراء؟

الجواب: «فالحق» بالرفع مبتدأ وخبره محذوف أي: فالحق قسمي، وعلى قراءة النصب يكون الحق منصوباً بنزع الخافض الذي هو حرف القسم.

(٣) سؤال: ما السر في إعادة لفظة «منهم» هنا؟

الجواب: الظاهر أن «منهم» لبيان جنس العموم الذي تضمنه الموصول، و «من» في قوله: «منك» =