محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 658 - الجزء 3

  سبحانه وتعالى أنه قد قال تلك الكلمة وهي: «إنما أوتيته على علم عندي» من قبل - هؤلاء المشركين المكذبون من أهل تلك الأمم والقرون السابقة كقارون ومن أشبهه فأهلكهم الله سبحانه وتعالى ودمرهم فلم تستطع تلك الأموال الطائلة التي اكتسبوها أن تدفع عنهم شيئاً من غضب الله تعالى وسخطه الذي أنزله بهم.

  {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} فأصابهم جزاء ما اكتسبوا من الذنوب والمعاصي⁣(⁣١).

  {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ⁣(⁣٢) هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ٥١} وهؤلاء الذين تمردوا وكذبوا من قومك يا محمد فإن شأنهم كشأن تلك الأمم، وسينالون جزاء ما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي.

  {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} ثم خاطب الله تعالى هؤلاء الذين أسبغ عليهم نعمه، وبارك في أموالهم وأولادهم في الدنيا، فقال لهم: ألم يعلموا أن الأرزاق بيد الله تعالى وحده؟ وأنه الذي يبسط رزقه على من يشاء من عباده ويمنعه عمن يشاء منهم؟ وأن أحداً لم يُعْطَ شيئاً بقدرة نفسه وذكائها⁣(⁣٣).

  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٥٢} ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه لن يعتبر بآياته التي أنزلها الله إلا الذين آمنوا بالله تعالى وصدقوا ما جاءت به رسله، فهم الذين يعترفون أن الأرزاق بيد الله، وأنه وحده الذي يعطي ويمنع ويقبض ويبسط.


(١) سؤال: فضلاً هل المراد أن هذه السيئات ناتجة عن كسبهم وأموالهم أو بسببها حتى أضافها إليها هنا؟ أم كيف؟

الجواب: المعنى: جزاء ما كسبوه من الذنوب بسبب فتنة المال وغيره؛ لأن ما كسبوا عام يتناول ما ذكر أولاً وغيره.

(٢) سؤال: هل «من» في قوله: «من هؤلاء» بيانية ليتم المعنى أم ماذا؟

الجواب: هي بيانية أي: أنها بينت إبهام الاسم الموصول.

(٣) سؤال: فضلاً فما يكون معنى الاستفهام في هذه الآية؟

الجواب: قد قالوا في مثل هذا الاستفهام إنه لتقرير ما بعد النفي أو استنكاري للنفي وما دخل عليه.