محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزمر

صفحة 660 - الجزء 3

  {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٥٥}⁣(⁣١) وأمرهم الله أن يتبعوا القرآن الذي أنزله إليهم⁣(⁣٢)، وأن يعملوا بشرائعه وأحكامه ليخلصوا أنفسهم من غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه؛ لأنهم إن تمردوا على الله تعالى فسيحل بهم عذابه الذي سيفاجئهم نزوله عن غير استعداد منهم له.

  {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ٥٦}⁣(⁣٣) كل هذا النداء وهذه الأوامر الإلهية كراهة منه سبحانه لعباده أن


(١) سؤال: ما إعراب: {بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٥٥

الجواب: «بغتة» مفعول مطلق إما ليأتيكم لأنه من نوعه، أو لفعل مقدر من جنسه أي: يبغتكم بغتة، فتكون الجملة حالية أي: يبغتكم بغتة، والواو للحال والجملة بعده في محل نصب حال.

(٢) سؤال: هل تريدون أن القرآن هو الأحسن بالنسبة إلى السنة وبقية الوحي أم ماذا؟ وكيف يجيب المرشد على هذا الإيراد: أليس كل ما أنزل الله حسناً فلم قال هنا: أحسن؟ وهل هو سديد أن يقول له: إن الله أمرنا باتباع الناسخ دون المنسوخ والمحكم دون المتشابه، والخاص دون العام و ... و ... إلخ؟

الجواب: القرآن هو أحسن ما أنزل الله من الكتب فهو أحسن من التوراة والإنجيل لأنها بنزول القرآن أصبحت منسوخة، ثم يجب اتباع أحسن ما أنزله الله في القرآن وهو ما ذكرتم من اتباع المحكم دون المتشابه و ... إلخ.

(٣) سؤال: من فضلكم ما محل «أن تقول» من الإعراب؟ وما إعراب «يا حسرتا» «وإن كنت لمن الساخرين»؟ وهل «ما» في قوله: «ما فرطت» مصدرية أم موصولة؟

الجواب: «أن تقول» محله الجر أو النصب بنزع الخافض والتقدير: كراهة أن تقول. «يا» حرف نداء، «حسرتا» منادى مضاف لياء المتكلم التي حذفت وعوض عنها الألف. و «إن» مخففة من الثقيلة للتوكيد، واسمها ضمير الشأن محذوف، «كنت لمن الساخرين» الجملة في محل رفع خبر «إن» واللام هي الفارقة.

سؤال: هل يحق للمرشد أن يستدل بهذه الآية على من يسخر من الإرشاد ولم يستجب لمن دعاه إلى الصلاح والاستقامة؟

الجواب: نعم، يحق له أن يستدل بهذه على من يسخر من الإرشاد و ... ؛ فالذي يسخر اليوم من الإرشاد كالذي يسخر منه في زمن النبي ÷ والحكم واحد.