محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 38 - الجزء 4

  وصف الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يجادلون في آياته بأنهم الذين كذبوا بالقرآن، وبكل ما أيد به رسله من الآيات، فسوف يلقون جزاء كفرهم وتكذيبهم.

  {إِذِ⁣(⁣١) الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ٧١ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ٧٢}⁣(⁣٢) فعندما تغل أيديهم إلى أعناقهم بسلاسل من نار، ثم يسحبون بها إلى نار جهنم التي سيكونون حطباً لها ووقوداً، فعندها سيعلمون أحقية ما كانوا يكذبون به وينكرونه، وسيصيبهم الندم الشديد على ما أسلفوا ويتمنون الرجوع ليؤمنوا ويصدقوا، ولكن هيهات حين لا ينفعهم الندم.

  ومعنى {يُسْجَرُونَ}: أي يكونون وقوداً لها.

  {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ⁣(⁣٣) ٧٣ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} وعندما تلقيهم الملائكة في نار جهنم فستسألهم حينها: أين الآلهة التي كنتم تعبدونها


(١) سؤال: ما هو عامل النصب في قوله: «إذ»؟

الجواب: يجوز في «إذ» أن تكون مفعولاً به لـ «تعلمون»، ويجوز أن تكون ظرفاً له على التجوز بـ «إذ» للاستقبال.

(٢) سؤال: لو تكرمتم بتفصيل إعراب: {وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ٧١ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ٧٢

الجواب: «والسلاسل» معطوف على الأغلال، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: في أعناقهم، والجملة في محل جر معطوفة على ما قبلها. «يسحبون» في محل نصب حال من الضمير المجرور. «في الحميم» متعلق بيسحبون. «ثم» حرف عطف. «في النار» جار ومجرور متعلق بيسجرون، والجملة معطوفة على جملة يسحبون.

(٣) سؤال: فضلاً هل مفعول «تشركون» محذوف فما وجه حذفه؟ وما إعراب: {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ٧٣

الجواب: مفعول «تشركون» محذوف وهو عائد الموصول وحذف العائد المنصوب جائز قياساً مطرداً. «أين» ظرف مكان وضمن معنى الاستفهام متعلق بتشركون.