محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة غافر

صفحة 39 - الجزء 4

  من دون الله سبحانه وتعالى، والتي كنتم تجادلون عنها، وتدافعون عنها في الدنيا لتنفعكم وتدفع عنكم؟ فيجيبونهم بأنهم قد ضاعوا وغابوا عنهم فلم يعودوا يرونها أو يؤملون فيها شيئاً.

  {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} وسيعترفون أن ما كانوا يعبدونه من دون الله لا يستحق اسم الشيء فليست شيئاً في الحقيقة، ولكن هذا الاعتراف وهذه المعرفة لا تنفعهم يوم القيامة.

  وقد يكون معنى الآية أن المشركين سينكرون يوم القيامة أنهم كانوا يعبدون غير الله تعالى كما في قوله تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣}⁣[الأنعام].

  {كَذَلِكَ يُضِلُّ⁣(⁣١) اللَّهُ الْكَافِرِينَ ٧٤ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ⁣(⁣٢) الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ٧٥}⁣(⁣٣) فتخبرهم الملائكة بأن ما هم فيه من العذاب إنما هو بسبب بطرهم بنعم الله تعالى واستعمالها في الكفر والتكذيب بآيات الله والصد عن سبيله، وإبطال دعوة أنبيائه ورسله وقتالهم.

  {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ٧٦} فادخلوا


(١) سؤال: ما أنسب المعاني للضلال هنا مؤيداً بالتعليل أيدكم الله؟

الجواب: الإضلال هنا هو في الآخرة أي: أن الله تعالى يفرق بين المشركين وآلهتهم فلا يلتقي بعضهم ببعض.

(٢) سؤال: هل لهذا القيد ومفهومه فائدة يؤخذ منها حكم شرعي؟

الجواب: نعم له فائدة وتلك الفائدة هي بيان أن الفرح بنعمة الله المصحوب بالشكر لله والاعتراف بفضله وعظيم إحسانه فرح لا يؤاخذ به المرء بل قد يؤجر عليه قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}⁣[يونس]، وقد قدمنا في سورة القصص تفصيلاً حول هذا الموضوع في جواب سؤال هناك.

(٣) سؤال: هل هناك فرق بين الفرح والمرح حتى عطف سبحانه أحدهما على الآخر أم كيف؟

الجواب: المرح هو التوسع في الفرح فهذا هو الفرق بينهما ومن هنا صح العطف.