محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فصلت

صفحة 65 - الجزء 4

  أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}⁣(⁣١) فهو وحده المختص بعلم موعد الساعة والقيامة فلم يطلع على ذلك أحداً من خلقه، لا نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرباً، وهو المختص بالإحاطة بكل شيء، فلا تخرج ثمرة من خباها، ولا تضع أنثى ما في بطنها إلا وهو عالم بذلك. والأكمام: هي أوعية الثمار.

  {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ٤٧}⁣(⁣٢) وذلك يوم القيامة عندما ينادي الله سبحانه وتعالى المشركين ويسألهم: أين أولئك الذين كنتم تعبدونهم في الدنيا؟ فيجيبون على ذلك بإنكار الشركاء معه، وأنهم مقرون له بأنه لا إله إلا هو. ومعنى «آذناك»: أعلمناك.

  {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ٤٨}⁣(⁣٣) فقد ضاعت عنهم تلك الآلهة التي كانوا يزعمون أنها ستنصرهم وتدفع عنهم، وقد أيقنوا في ذلك الوقت أن لا مفر لهم ولا مهرب من عذاب الله سبحانه وتعالى.

  {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن طبيعة الإنسان أنه لا يمل أو يسأم من طلب الخير من المال والولد ومتاع الدنيا وشهواتها والسعي وراءها، فهو يبحث عن ذلك ويجري وراءه مدة عمره.


(١) سؤال: ما موضع الجار والمجرور «بعلمه»؟

الجواب: محله النصب حالاً.

(٢) سؤال: من فضلكم هل للجملة {مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ٤٧} محل من الإعراب أم لا؟ ولماذا؟

الجواب: «آذناك» بمعنى أعلمناك؛ فجملة «ما منا من شهيد» سادة مسد المفعولين الثاني والثالث، فهي في محل نصب.

(٣) سؤال: يقال: إذا كان الظن في هذه الآية بمعنى اليقين كما هو الظاهر فهل ذلك من باب الحقيقة أو المجاز؟ وهل يمكن أن يكون كثرة استعماله في القرآن في ذلك المعنى دليلاً على أنه حقيقة فيه أم لا؟ ولماذا؟

الجواب: قد قدمنا الجواب عن مثل هذا السؤال في سورة البقرة على الآية (٤٦)، فيؤخذ من هناك.