محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 125 - الجزء 4

  وكذبوا به، وناس منهم قالوا عنه بأنه رب⁣(⁣١) وعبدوه، وناس منهم آمنوا به واتبعوه، ثم تهدد الله سبحانه وتعالى الذين كفروا به والذين غلوا فيه حتى جعلوه إلهاً بالعذاب الشديد في نار جهنم.

  {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ⁣(⁣٢) بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٦٦} ليس بينهم وبين حلول الساعة إلا فترة معدودة، وسيتفاجئون بها؛ لأنها ستباغتهم عن غير استعداد منهم.

  {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ⁣(⁣٣) عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}⁣(⁣٤) وذلك يوم مبعثهم سيصبح أولئك الأصدقاء في الدنيا أعداءً يوم القيامة يتخاصمون ويتبادلون السب والشتائم، إلا المؤمنين المتقين فإنها لا تنقطع مودتهم وصداقتهم يوم القيامة.

  {يَاعِبَادِ⁣(⁣٥) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ٦٨ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا


(١) سؤال: هل هذه الفرقة هي التي يطلق عليها الاتحادية أم هي غيرها؟

الجواب: نعم هي الاتحادية التي تعبد عيسى وتقول إنه الله أي: أن الله تعالى اتحد بالمسيح فصار إياه، ولا أظن أنه يوجد غيرها.

(٢) سؤال: ما إعراب «الساعة»؟ وما محل المصدر بعدها؟

الجواب: «الساعة» مفعول به والاستثناء مفرغ. والمصدر «أن تأتيهم» بدل اشتمال من الساعة.

(٣) سؤال: بماذا تعلق قوله: «لبعض»؟ وأين خبر «الأخلاء»؟

الجواب: «لبعض» متعلق بمحذوف حال، وكان في الأصل صفة لـ «عدو» فلما قدم صار حالاً، وخبر «الأخلاء» هو الجملة الاسمية «بعضهم لبعض عدو».

(٤) سؤال: يقال: كيف نجمع بين هذه الآية وبين: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤}⁣[عبس]، وقوله: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ١٠}⁣[المعارج]؟

الجواب: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤}⁣[عبس]، وقوله: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ١٠}⁣[المعارج] خاص بالمجرمين بدليل هذه الآية، وقوله تعالى في المتقين: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}⁣[الأنبياء: ١٠٣]، ونحوها من الآيات.

(٥) سؤال: فضلاً ما وجه حذف ياء المتكلم هنا؟ وما محل جملة «تحبرون»؟

الجواب: يجوز في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ستة أوجه هذا أحدها أي: حذف الياء وإبقاء الكسرة، وجملة «تحبرون» في محل رفع خبر المبتدأ «أنتم».