محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزخرف

صفحة 124 - الجزء 4

  النبي ÷ فلا داعي للتشكك في حصولها، ثم أمر الله سبحانه باتباع نبيه ÷ فهو على الدين القويم والحق الواضح.

  {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٦٢}⁣(⁣١) واتركوا الركض وراء إبليس؛ لأنه إنما يجركم إلى ما فيه هلاككم، فلا تغتروا بما يزينه لكم من عبادته واتباعه.

  {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ⁣(⁣٢) وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ⁣(⁣٣) بَعْضَ⁣(⁣٤) الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ٦٣ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ٦٤} عندما أراهم عيسى # المعجزات التي أيده الله سبحانه وتعالى بها دعاهم إلى الله تعالى وإلى طاعته، وأخبرهم أن الله تعالى أرسله إليهم أيضاً ليبين ويوضح لهم الدين الحق الذي اختلفوا فيه حتى أصبحت كل فرقة تدعي أنها هي التي على الحق والهدى، وأخبرهم أنه ليس إلا عبداً مربوباً ومملوكاً لله تعالى، ودعاهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

  {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ٦٥} ثم إن بني إسرائيل اختلفوا بعد ذلك إلى ثلاث فرق فناس منهم كفروا بعيسى


(١) سؤال: ما علاقة هذه الآية بما قبلها من الآيات؟

الجواب: وردت بعد دليل العلم بالساعة ليحذرهم من الشيطان الذي يدعوهم إلى إنكار الساعة.

(٢) سؤال: هل المراد بالحكمة التي جاء بها عيسى نفس المعجزات؟ أم الشرائع التي أتى بالمعجزات تصديقاً لها؟

الجواب: المراد بالحكمة الشرائع والأحكام بدليل ذكرها بعد البينات التي هي المعجزات.

(٣) سؤال: علام عطف التعليل في قوله: «ولأبين لكم»؟

الجواب: عُطِف التعليل على تعليل محذوف أي: لتأخذوا بها ولكذا وكذا، ولأبين لكم ...

(٤) سؤال: ما الوجه في ذكره # لبيان البعض فقط مما يختلفون فيه دون الكل؟

الجواب: قد يكون ذلك لأن ما يختلفون فيه بعضه من الأصول وبعضه من الفروع التي يعفى عن الاختلاف فيها.