سورة الزخرف
  هو جزاء على أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا.
  {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ(١) فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ(٢) عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦} بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى حال المؤمنين في الآخرة عقب ذلك بذكر حال المجرمين المتجاوزين لحدود الله تعالى؛ فأخبر أنهم في نار جهنم يعذبون دائماً وأبداً، لا ينقطع عذابهم أو يخفف عنهم؛ وأنهم هم الذين جنوا على أنفسهم وتسببوا في إدخالها في عذاب جهنم بما عملوا من المعاصي والسيئات، والله سبحانه وتعالى عدل حكيم لا يعذب أحداً إلا بذنبه. ومعنى «وهم فيه مبلسون»: وهم فيه متحيرون آيسون متحسرون.
  {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى حالهم في النار وهم يصرخون فيها ويستغيثون متمنين الموت والانتهاء ولكن حين لا مغيث ولا صريخ، و «مالك» هو مَلَكٌ من ملائكة الله جعل الله له سلطان جهنم وهو كبير خزنتها، وحين استغاث به أهل جهنم قال لهم: إنكم ماكثون في عذاب جهنم.
  {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٨}(٣) فأنتم ماكثون في العذاب بسبب إعراضكم عن الحق والهدى الذي جاءت به أنبياؤكم
(١) سؤال: من هم المجرمون؟ وهل هو حقيقة شرعية أم لغوية؟
الجواب: المجرمون هم الذين اكتسبوا الذنوب وهو حقيقة لغوية كما يظهر من كلام الزمخشري في أساس البلاغة.
(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة؟
الجواب: يصح أن تكون في محل نصب من فاعل «خالدون»، ويصح أن تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً.
(٣) سؤال: هل هذا من كلام مالك؟ فما وجه إدخاله لضمير نفسه في «جئناكم»؟ أم من كلام الله تعالى؟
الجواب: الظاهر أنه لا زال من كلام مالك، وجاء بضمير المتكلم لأنه يتكلم عن الله.