سورة الزخرف
  ورسلكم، وتكذيبكم بآيات الله وكفركم بها وصدكم عن سبيل الله.
  {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ٧٩} يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن قريشاً إن كانوا قد أبرموا في شأنه أمراً ودبروا له مكيدة فإن كيده فوق كيدهم، وسيبطل ما أبرموا ويرد كيدهم في نحورهم، ويجعل وبال مكرهم عليهم.
  {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ(١) وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ٨٠} أفيظن أولئك المشركون أن الله سبحانه وتعالى لا يسمع ما يتناجون به فيما بينهم، وما يبرمونه ويدبرونه من الحيل والمكائد لرسوله ÷ ولدينه الذي جاء به وللمؤمنين؟
  فليعلموا أنا نسمع نجواهم وأسرارهم وأن لدينا ملائكة يسجلون عليهم كل كلمة تخرج من أفواههم، ولن يستطيعوا أن يغلبوا الله تعالى أو يكيدوا لنبيه أو لدينه.
  {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ(٢) ٨١ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَوَاتِ
(١) سؤال: من أي دلالة أخذ علماؤنا من هنا أن سميعاً بمعنى عالم في حق الله سبحانه؟ وهل لها قرائن ومؤيدات؟
الجواب: الدلالة هنا على أن سميع بمعنى عالم هي دلالة مجازية، والدلالة هي بواسطة القرينة والقرينة هي كون مفعول «نسمع» هو «سرهم» والسر ليس من الأصوات فلزم لذلك أن قوله: «نسمع» بمعنى نعلم، وقد قالوا: إن دلالة المجاز من قبيل الظاهر.
(٢) سؤال: ذكر عن الإمام زيد # أن معناها الآنفين عن عبادته، فما وجه ذلك؟ وهل لها نظير في العربية؟ وما وجه اضطراب كلمات المفسرين هنا؟
الجواب: يوجه كلام الإمام زيد # بتوجيهين:
١ - على فرض أن «إن» شرطية فيقال: إن التقدير إن كان للرحمن ولد كما تدعون أيها المشركون فأنا أول الآنفين من أن يكون له ولد.
٢ - وعلى تقدير «إن» نافية فالوجه ظاهر.
ولصحة تفسير زيد # شاهد من شعر الفرزدق هو: (وأعبد أن أهجو تميماً بدارم) ذكره الماوردي في التفسير. ووجه اضطراب كلام المفسرين في تفسير هذه الآية أنه لا يصح المعنى على الظاهر أي: على أنها جملة شرطية من حيث أنها تقتضي الشك.