سورة الدخان
  هو الحرير الرقيق، والإستبرق: هو الحرير الغليظ - وهم بين أزواجهم من الحور العين يتمتعون وينكحون ويأكلون ويشربون، وكل ما يتمنونه يجدونه بين أيديهم من دون أي تعب أو مشقة أو ملل أو سأم فهم في راحة دائمة.
  {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى(١) وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٥٦} فهم في النعيم الدائم يتقلبون، فلا موت ينغص عليهم عيشتهم أو يقطع عنهم لذة راحتهم، ولم يبق لهم أي شيء يخافونه أو يحذرونه إلا ما ذاقوه من موتتهم الأولى في الدنيا.
  {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ(٢) ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٥٧} فالثواب الذي هم فيه والنعيم في الجنة، والأمن والأمان الذي أعطاهم الله سبحانه وتعالى كل ذلك فضل من الله تعالى تفضل به عليهم، ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن ما صار إليه هؤلاء من النعيم هو الذي ينبغي(٣) أن يسمى فوزاً على الحقيقة، وأن كل فوز دونه لا يسمى فوزاً في الحقيقة.
  {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ(٤) لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٥٨} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه إنما يسر له هذا القرآن وأنزله على لغته ولغة قومه لأجل أن يفهموا
(١) سؤال: يقال: ما السر في الاستثناء للموتة الأولى رغم أن قد مضت؟ ومن أي أنواع الاستثناء هو؟
الجواب: يمكن توجيه ذلك بأن الاستثناء منقطع أي: لكن الموتة الأولى قد ذاقوها، وهناك توجيه ذكره الزمخشري هو أن الاستثناء متصل وأن التعليق بذوق الموتة الأولى في المستقبل محال، فاستثناء المحال يفيد تأكيد الخبر.
(٢) سؤال: ما إعراب «فضلاً»؟
الجواب: هو مصدر مؤكد لمضمون الجمل التي قبله.
(٣) سؤال: من أين استفدنا هذا؟
الجواب: استفيد ذلك من الحصر والقصر الذي يفيده تعريف المسند إليه والمسند، والتأكيد بضمير الفصل.
(٤) سؤال: من فضلكم ما معنى الباء هنا؟
الجواب: يكون معناها الاستعانة فيتعلق بيسرناه أي: أن لسانه (لغته) هي آلة التيسير.