سورة الأحقاف
  سبحانه وتعالى أيضاً بالظلم لحصول التظالم والعدوان والبغي من غير أن ينتصف الله للمظلوم من ظالمه، فيلزم لذلك على مقتضى الحكمة أن يَعْقُبَ حياةَ الدنيا حياةٌ أخرى يجازى فيها الناس على أعمالهم إلا أن المشركين معرضون عما أنذروا.
  {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}(١) أخبروني أيها المشركون ماذا خلقت آلهتكم التي تعبدونها من دون الله؟ وحقاً فإنهم يعلمون أن أصنامهم لم تخلق شيئاً في الأرض ولا في السماء. أراد الله تعالى أن ينبه المشركين إلى أن آلهتهم لا تستحق العبادة.
  {أَمْ(٢) لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤} وهل لآلهتكم أيها المشركون نصيب في ملك السماوات حتى جعلتموهم شركاء لله في الإلهية وعبدتموهم فهاتوا دليلاً على شرككم من كتب الله السابقة أو عن نبي من أنبيائه السالفين. ومعنى «أثارة من علم»: بقية من علم.
  {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ٥}(٣) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لا أحد أضل من هؤلاء القوم الذين يعبدون أصناماً لا تستطيع أن تسمع أو تستجيب لنداء
(١) سؤال: ما يكون إعراب: «ما تدعون» و «أروني»؟ وهل هو بدل من «أرأيتم»؟ وما معنى «من» في قوله: «من الأرض»؟
الجواب: «ما» اسم موصول مفعول به أول لأرأيتم. «تدعون» صلة الموصول والعائد محذوف أي: تدعونه، «أروني» بدل من «أرأيتم» أو معترض. «ماذا خلقوا ..» في محل نصب المفعول الثاني، و «من» لبيان الجنس المبهم في «ماذا».
(٢) سؤال: ما هو التحقيق في معنى «أم» هنا؟
الجواب: «أم» هنا بمعنى «بل والهمزة» والتقدير: بل ألهم شرك.
(٣) سؤال: فضلاً ما محل جملة «هم عن دعائهم غافلون»؟
الجواب: في محل نصب حال من فاعل «يستجيب».