سورة الأحقاف
  من يناديها إلى يوم القيامة.
  {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ٦} إذا كان يوم القيامة فإن عيسى والملائكة $ سينكرون على المشركين عبادتهم لهم، وسينكرون أنهم كانوا يأمرونهم أو يدعونهم إلى عبادتهم، وسينفون أي صلة لهم بهم.
  {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ(١) قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ٧ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}(٢) فإذا تلا النبي ÷ على المشركين آيات الله سبحانه وتعالى وحججه الواضحة فإنهم يجيبون عليه بأن ما سمعوه منه من الآيات إنما هو كلام ساحر قد تمرن على السحر وتمكن فيه، وكانوا يقولون عنه بأنه افتراه على الله سبحانه وتعالى.
  {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} فأمره الله سبحانه وتعالى أن يجيبهم بأنه إن كان الأمر كما يقولون ويزعمون عليه فهو الذي سيلقى جزاء كذبه وافترائه وحده، ولن يستطيعوا أن يدفعوا عنه شيئاً من عذاب الله تعالى إن كان كما يقولون.
(١) سؤال: ما إعراب «بينات»؟ وهل اللام في قوله: «للحق» على بابها أم لا؟ ولماذا؟
الجواب: «بينات» حال من «آياتنا» واللام في «للحق» للتعليل أي: لأجل الحق وفي شأنه، فهي على باب من أبوابها.
(٢) سؤال: ما فائدة الإتيان بـ «أم» في قوله: «أم يقولون افتراه»؟ وهل «يقولون» معطوف على الفعل الماضي «قالوا»؟
الجواب: فائدتها هنا الإضراب عن الإخبار بما قبلها والانتقال إلى ذكر ما هو أشنع وأنكر. و «يقولون» معطوف على «قالوا»، وصح العطف مع تخالف الجملتين خبراً وإنشاءً لأنه لا يشترط فيها إلا أن المعطوف بها جملة على جملة فلا تعطف المفردات، وقولهم: «إنها لإبل أم شاء» قدروا: بل أهي شاء.