سورة الأحقاف
  عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٣} ثم توجه الله سبحانه وتعالى إلى خطاب المشركين مستنكراً عليهم كفرهم وتمردهم واستكبارهم عليه مع علمهم أنه وحده الذي تفرد بخلق السماوات والأرض وما بينهما من غير تعب، فمن قدر على كل ذلك أليس بقادر على خلقهم وإحيائهم وبعثهم مرة أخرى، ومن أوجدهم من العدم أليس قادراً على إيجادهم وإحيائهم مرة أخرى؟
  فلن يجد العاقل بداً من الاعتراف والإقرار بقدرة الله سبحانه وتعالى على ذلك، وأنه لا سبيل إلى إنكار شيء من ذلك أبداً؛ لوضوح دلائل القدرة.
  {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ(١) قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٣٤} ثم عقب الله سبحانه وتعالى ذلك بتذكير أولئك المكذبين والمنكرين للبعث والحساب، بأنه سوف يذكرهم بذلك الذي ينكرونه يوم القيامة عندما يعرضهم على جهنم، وأنه سوف يخاطبهم حينها ويسألهم عن هذا الذي كانوا ينكرونه: أليس حقاً وصدقاً؟ وأنهم سوف يجيبون عليه بالإقرار والاعتراف، ولكن جوابهم ذلك سيكون حين لا ينفعهم تصديقهم ذلك.
  وأخبرهم بعد ذلك أنه سوف يأمر خزنة جهنم بسوقهم وسحبهم على وجوههم إلى جهنم بسبب كفرهم وتكذيبهم وتمردهم.
  {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ(٢) مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ
=
الجواب: الاستفهام هو تقريري لما بعد النفي، أو إنكاري أي: أنه يصح فيها الوجهان على ما ذكرنا، وقد سبق الجواب على مثل هذا. و «يَعْيَ» مجزوم بحذف حرف العلة الألف لأنه هكذا: «يعيى».
(١) سؤال: ما معنى الباء في قوله: «بالحق»؟
الجواب: الباء صلة زيدت في خبر «ليس» للتأكيد.
(٢) سؤال: من هم أولو العزم؟ وهل هناك دلالة على تعيينهم؟
الجواب: الأولى في «من» في قوله: «من الرسل» أن تكون لبيان الجنس فيكون الرسل كلهم أولي =