سورة الأحقاف
  التلاوة ذهبوا إلى قومهم من الجن يبلغونهم ما سمعوا من آيات الله سبحانه وتعالى ويعظونهم ويحذرونهم وينذرونهم، وينصحونهم باتباع آياته وما فيه من الهدى والنور الذي يدلهم على طريق الحق والهدى. ومعنى «صرفنا إليك»: وجهنا إليك.
  {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} ودعوا قومهم من الجن إلى اتباع النبي ÷ لأنه مرسل إليهم من عند الله سبحانه وتعالى ليبلغهم رسالات الله، وأمروهم أن يؤمنوا به ويصدقوا بما جاءهم به، ومن أعرض عنه وكذب به فقد عَرَّضَ نفسَه لغضب الله سبحانه وتعالى وسخطه، وسيأخذه الله تعالى بعذابه(١).
  {وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢} ولن يستطيع أحد أن يدفع عنه شيئا من عذاب الله وسخطه.
  {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ(٢) بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ
(١) سؤال: يقال: هل اكتسبوا هذه المعرفة من خلال سماعهم للقرآن هذه المرة فقط، أم كيف؟ وهل إنذار الجن هذا كان آخر إنذار لهم على وجه الأرض أم كيف بعد موت النبي ÷؟
الجواب: يظهر من قوله تعالى حاكياً عنهم: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ...} أنهم كانوا من أهل العلم بالتوراة، وأنهم سمعوا قسطاً كبيراً من القرآن من النبي ÷ حتى علموا وتيقنوا أنه موافق لما أنزله الله في التوراة، وإذا كانوا مكلفين بإجابة داعي الله فالتكليف مستمر إلى يوم القيامة، وحجة الله قائمة عليهم بالقرآن إلى يوم القيامة في عهد النبي ÷ وبعد عهده، فإن كان منهم علماء صالحون فسيأخذون القرآن والعلم عنهم لمخالطتهم لهم لإمكان التفاهم والمناقشة و ... إلخ، وإن لم يكن منهم علماء صالحون فحجة الله تعالى قائمة عليهم بأهل القرآن من الإنس يأخذون عنهم القرآن والعلم، وذلك لا طريق لهم لأخذ القرآن والعلم إلا ما ذكرنا أي من بعضهم البعض أو من الإنس.
(٢) سؤال: ما الأولى في الاستفهام في الآية أن يكون إنكارياً أم تقريرياً؟ وبماذا جزم الفعل «يَعْيَ»؟
=