محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 200 - الجزء 4

  بالتصديق والإيمان ويندمون ولكنه لا ينفعهم.

  {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} يخاطب الله سبحانه وتعالى هنا نبيه ÷ ويدخل معه غيره بالتبع، أراد منهم أن يتيقنوا ويعلموا العلم اليقين الذي لا شبهة معه ولا شك ألّا إله إلا الله سبحانه وتعالى، وحده لا شريك له ولا مثيل، لا في السماوات ولا في الأرض.

  {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ⁣(⁣١) وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ثم⁣(⁣٢) بعد معرفته تعالى أمرهم أن يستغفروه ويكثروا من الرجوع إليه ويتوبوا عن كل ما مضى منهم من التقصير


(١) سؤال: ما الفرق بين اللامين في «لذنبك» و «للمؤمنين»؟

الجواب: لم يظهر لي فرق بين اللامين، والذي ظهر لي هو الفرق بين الذنبين، فعباد الله الصالحون من الأنبياء والمرسلين وغيرهم وإن بلغوا الغاية القصوى من العبادة لله تعالى فإنهم يرون أنفسهم مقصرين فيها فيلجأون إلى الله لطلب المغفرة والعفو؛ لذلك ورد عن النبي ÷ أنه كان يستغفر الله تعالى بعد كل صلاة، وما ذاك إلا لإحساسه وشعوره بذنب التقصير، وقال أمير المؤمنين # في نهج البلاغة: (فوالله لو حننتم حنين العجال، ودعوتم بهديل الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه وحفظتها رسله لكان قليلاً فيما أرجو لكم من ثوابه وأخاف عليكم من عقابه، وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثاً، وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دماً، ثم عمِّرتم في الدنيا ما الدنيا باقية ما جزت أعمالكم عنكم - ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم - نعمه عليكم العظام، وهداه إياكم للإيمان)، فذنوب الأنبياء هي من هذا الباب الذي شرحناه، وذنوب غيرهم هي ذنوب اجترحوها وعصوا الله بفعلها كعصيان المسلمين يوم أحد للنبي ÷ وكعصيان من شرب منهم الخمر أو ارتكب جريمة الزنا أو غل من المغنم و ... إلخ.

(٢) سؤال: من أين نفهم هذا والواو لا تفيد الترتيب عند النحويين؟

الجواب: الترتيب بالواو مراعى في الكلام البليغ ولا سيما في القرآن الكريم الذي هو في أعلى طبقات البلاغة.