محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 202 - الجزء 4

  نبيه ÷ سورة تأمرهم بقتال المشركين ومدافعتهم، ومكثوا على تلك الحالة نحواً من اثني عشر عاماً، ثم أنزل الله سبحانه وتعالى آية القتال والإذن بمقاتلة المشركين فخالط هؤلاء الذين كانوا يقترحون على النبي ÷ الإذن بالقتال حينها الخوف والهلع الشديد⁣(⁣١) حتى أصبحت أعينهم من شدة ما هم فيه من الخوف تدور في محاجرها كحال المحتظر سواء، وهم ينظرون إلى النبي ÷ مترقبين متى سيأمرهم بالقيام والقتال.

  {فَأَوْلَى لَهُمْ ٢٠} دعاء على المنافقين ومعناه أصابهم ما يكرهون⁣(⁣٢).

  {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}⁣(⁣٣) وكان المفروض أن يقولوا: سمعاً وطاعة لما أمرنا الله تعالى به ورسوله من الكف عن القتال⁣(⁣٤).


(١) سؤال: هل سبب الخوف والهلع وجود المرض في قلوبهم على الدين والنبي ÷ أم ماذا؟

الجواب: سببه وجود المرض في قلوبهم أي: الكفر بالله ورسوله وبالقرآن وباليوم الآخر فهم لذلك يخافون الموت؛ لأنهم لا يرجون ثواب الله فهم يرون ويعتقدون أن الحياة الدنيا هي رأس مالهم الوحيد فإذا فاتت فات عليهم كل شيء.

(٢) سؤال: مم أخذت «أولى لهم» حتى صار معناها هكذا؟ وما إعرابها؟

الجواب: قالوا: أولى من الولى وهو القرب وأصله أولاك الله ما تكرهه، أو وليك ما تكرهه أي: قرب منك ما تكرهه وذلك هو بمعنى ما ذكرنا في التفسير.

إعراب «أولى لهم»: فعلى القول باسمية «أولى» فهي مبتدأ و «لهم» خبر وتقديره: فالهلاك لهم، وعلى القول بفعليتها فـ «أولى» فعل ماض وفاعله مستتر يدل عليه السياق أي: وليهم الهلاك، وهذا ظاهر قول الزمخشري حيث قال: معناه الدعاء بأن يليهم الهلاك.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: «طاعة وقول معروف»؟

الجواب: «طاعة وقول معروف» مبتدأ والخبر محذوف أي: أمثل، أو خبر لمبتدأ محذوف أي: أمرنا طاعة وقول معروف.

(٤) سؤال: هل هذا دليل على أن اقتراحهم كان خطأ؟ وما الذي نأخذه نحن من الآية كحكم شرعي؟

الجواب: نعم فيها دليل على أن اقتراحهم كان خطأ، ويؤخذ من الآية أنه لا يجوز الاستنكار على العلماء القائمين مقام الرسول ÷ فيما قرروه من الإرشاد إلى الصبر وعدم المواجهة للعدو بالسلاح.