محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 212 - الجزء 4

  {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ⁣(⁣١) ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ٣٨} وإن أعرضتم ورفضتم الإنفاق في سبيل الله والقيام مع النبي⁣(⁣٢) ÷ فاعلموا أن الله سبحانه وتعالى ليس محتاجاً إليكم، وسيهلككم ويعذبكم، ثم يستبدل بكم قوماً غيركم ينصرون دينه ويقيمون شرائعه، وينصرون نبيه ÷، وقد قيل: إن هؤلاء القوم الذين سيجعلهم الله تعالى مكانهم من أهل اليمن، ويقال: إنهم من أهل فارس⁣(⁣٣).

  * * * * *


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «غيركم»؟

الجواب: «غيركم» صفة لقوماً.

(٢) سؤال: من أين فهمنا أن التولي هو عن الإنفاق والقيام مع النبي ÷؟

الجواب: فهمنا ذلك من حيث أن الخطاب لا زال مع الذين دعوا للإنفاق في سبيل الله ونصرة النبي ÷ أي: وإن تتولوا عن طاعة النبي فيما دعاكم إليه من الإنفاق ... إلخ.

(٣) سؤال: ما صحة هذه الرواية مع أنه لم يحك التاريخ عن أحد من فارس أنه نصر الدين وقام وثابر في نصرة المصطفى أو مَن بعده إلا سلمان الفارسي رضوان الله عليه؟

الجواب: قد روي ذلك والله أعلم بصحة ما روي، ولكن قد وقع نصر الدين برجال من فارس فقد قامت لأهل البيت دولة هناك أيام الأئمة الأطهار الناصر الأطروش ومحمد بن زيد والمؤيد بالله $ وغيرهم واستقامت أمور الشريعة المطهرة، وإن كانت في بعض بلاد فارس.

سؤال: ما مناسبة جعل هذا التهديد المرعب خاتماً لهذه السورة المباركة؟

الجواب: المناسبة للختم بهذا التهديد هو لما فيه من التنبيه على تمام السورة ونهايتها وذلك من حيث أن الله تعالى لما بين الحق بالبراهين والحجج قال: إن أطعتم فلكم أجوركم وإن توليتم لم يبق إلا الإهلاك لكم، والإهلاك لهم هو نهاية أمرهم وحياتهم، والله أعلم.