سورة الفتح
  سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه سيغفر لهم الذنب الذي حصل منهم بإسلامهم، وأما النبي ÷ فهو معصوم(١) عن الذنوب والمعاصي.
  ونعمة الله تعالى التي أتمها على نبيه ÷ هي النصر والظفر، وقد وصف الله سبحانه وتعالى نصره ذلك بالعزيز؛ لأنه بذلك النصر انتهى الشرك من جزيرة العرب كلها، وقد بشر الله سبحانه وتعالى نبيه بهذا الفتح قبل أن يقع بمدة من الزمان نحواً من سنتين. ومعنى «ويهديك صراطاً مستقيماً»: لم يبق بعد فتح مكة من يصد عن سبيل الله فبذهابهم سهل الله طريق الدعوة فلم يبق عائق فيها.
  {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا(٢) مَعَ إِيمَانِهِمْ}
= قريش والمتأخرة التي كان آخرها صد قريش له عن المسجد الحرام وصد الهدي معكوفاً أن يبلغ محله وما لحق بذلك من ذنوبهم التي اجترحوها على النبي ÷ وأصحابه بعد الصلح إلى فتح مكة. ومحو عداوات قريش للنبي ÷ وللمسلمين وإبطالها نعمة عظيمة على النبي ÷ وعلى المسلمين؛ لأن عداوة قريش كانت أعظم عداوة للإسلام ونبي الإسلام منذ اليوم الأول لدعوة النبي ÷ وإلى يوم فتح مكة.
(١) سؤال: يقال: لو حملناه على الصغائر أو ما فعل على جهة الخطأ أو أقدم عليه بتأويل فما المانع من ذلك؟
الجواب: ليس بين ما ذكرتم وبين فتح مكة مناسبة وقد فسروا الآية بما ذكرتم، ولكن لم يظهر الوجه والمناسبة لذلك، والأوجه هو ما ذكرناه، والله أعلم.
(٢) سؤال: فيم كان ازدياد إيمانهم؟ وهل هذا يعارض حقيقة الإيمان عندنا أنه الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات أم كيف؟
الجواب: ازدياد الإيمان من حيث إن النبي ÷ في غزوة الحديبية أخبر المسلمين بأن الله تعالى قد وعده بفتح مكة، فلما صدهم المشركون عن مكة ووقع الصلح ثبت الله تعالى المؤمنين وأنزل السكينة في قلوبهم فلم يشكوا في وعد النبي ÷ ولم يداخلهم الريب في حين أن قليلاً منهم شك في أمر النبي ÷، وكان عمر بن الخطاب يومئذ هو الذي أظهر شكه وجادل النبي ÷ حتى نهره أبو بكر، وكان عمر يتحدث عما حصل منه يومئذ من الشك، وحديث الحديبية وما كان من عمر مروي في البخاري في حديث طويل جداً برقم (٢٧٣١) =