سورة الفتح
  أنزل الله تعالى في قلوب المؤمنين السكينة والطمأنينة فسكنت قلوبهم واطمأنت نفوسهم، وزال عنهم الخوف والقلق فثبتوا مع النبي ÷ وأطاعوه فيما أمرهم به ولم يخالفوه فاكتسبوا بذلك المزيد من الأجر والثواب ورضوان الله تعالى.
  {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ٤} والسكينة هي من أسباب النصر وهي جند من جنوده وجنود الله(١) لا تعد ولا تحصى فالريح من جنوده، أهلك الله بها قوم عاد، والماء من جنوده أهلك الله به قوم نوح وفرعون وقومه والبعوض جند من جنوده لو أن الله تعالى يرسلها لاستئصال أمة لاستأصلتهم و ... إلخ.
  {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ٥} وكل ما كان من تهيئة الله سبحانه وتعالى لنصر نبيه ÷ والمؤمنين وتأييده بجنوده، وإنزال سكينته في قلوبهم، ورباطة جأشهم، وثباتهم في قتال المشركين حتى أزالوا الشرك، وطهروا جميع البلاد ليدخل عباده المؤمنين جنات تجري من تحتها الأنهار،
= من المكتبة الشاملة الالكترونية.
هذا، وازدياد الإيمان هو بإيمانهم من قبل وبإيمانهم من بعد الصلح حيث ثبتوا وصدقوا النبي ÷ فيما قال لهم بعد الصلح ولم يشكوا فيما قاله لهم قبل الصلح، والإيمان يزداد بالعمل الصالح وليس في ذلك معارضة لما نقوله نحن الزيدية، فإيمانهم هو من فعل الواجبات التي يزداد بها الإيمان، فإذا جاءهم النبي بحديث من عند الله فصدقوه زاد إيمانهم، وهكذا كلما حدثهم بحديث فصدقوه زاد إيمانهم.
(١) سؤال: قد يقال: فلم أضاف الجنود إلى السموات والأرض؟
الجواب: المراد جنود السموات وجنود الأرض فجنود السموات هي الملائكة والنجوم والشهب والصواعق والمطر والسحاب وغيرها مما هو في الجهات العلوية وجنود الأرض هي البر والبحر وما سكن فيهما فقد يسلط الله على المرء حشرة أو ميكروباً لا يقدر على التخلص منه ولا محاربته فيقضي عليه، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر: ٣١].