محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الذاريات

صفحة 281 - الجزء 4

  {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ٥٩}⁣(⁣١) ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن يخبر قومه أن لا يستعجلوا ما قد وعدهم من العذاب، فإن لهم نصيباً من العذاب مثل نصيب من سبقهم من مكذبي الأمم السابقة.

  {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ⁣(⁣٢) الَّذِي يُوعَدُونَ ٦٠} ولهم بعد عذاب⁣(⁣٣) الدنيا عذاب عظيم يوم القيامة جزاءً على كفرهم بآيات الله وتكذيبهم لرسوله ÷.

  * * * * *


(١) سؤال: ما معنى الفاء في «فإنَّ»؟ وما إعراب قوله: «فلا يستعجلون»؟

الجواب: الفاء هي الفصيحة أي أنها تفصح عن شرط مقدر قبلها والتقدير: إذا عرفت ما حل بالكفرة من العذاب المتقدم ذكرهم مثل عاد وثمود وقوم نوح فإن لهلاك الكفرة المكذبين نصيباً مثل نصيبهم من العذاب. «فلا يستعجلون» الفاء عاطفة والجملة بعدها معطوفة على قوله: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا ..}، و «لا» ناهية. «يستعجلون» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف نون الرفع، والنون الموجودة فيه هي نون الوقاية، وياء المتكلم حذفت لتناسب رؤوس الآي، ومحلها النصب مفعول «يستعجلون».

(٢) سؤال: تفضلاً هل «من» في قوله: «من يومهم» على بابها؟ فكيف يكون معناها؟ أم لا؛ فبمعنى ماذا؟

الجواب: قد ذكروا أن «من» قد تكون بمعنى «في» في نحو قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}⁣[الجمعة: ٩]، أي: في يوم الجمعة، وعلى هذا المعنى فتكون «من» متعلقة بما تعلق به «للذين» أي: الويل كائن مستقر للذين كفروا في يومهم، وإذا أبقيناها على أصلها وهو معنى الابتداء فتتعلق بالمصدر «ويل» أي: أن الويل متبدئ من يوم القيامة.

(٣) سؤال: من أين نستفيد هذا حفظكم الله؟

الجواب: «يومهم الذي يوعدون» هو يوم القيامة بدليل: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢}⁣[البروج]، واستفيدت البعدية من الفاء في قوله: «فويل» بعد الآية التي قبلها.