سورة الطور
  وداوم على ملازمة ذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه.
  * * * * *
=
سؤال: إذا كان إدبار النجوم هو وقت غيابها مع الفجر فهل هو تكرير لقوله: «حين تقوم»؟ أم ماذا؟
الجواب: ليس ذلك تكرير؛ لأن المراد بقوله: «حين تقوم» هو حين تقوم لصلاة الليل، {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ ...}[المزمل: ٢٠]، قوله: «ومن الليل» المراد صلاة المغرب والعشاء، ولم يبين هنا صلاة الظهر والعصر، وقد يكون ذلك لأن الخطاب للنبي ÷ فأمره الله تعالى بالصبر وبصلاة الليل ليستروح بذلك من الضيق والمشاق والأعباء من عناد قومه وشدة شكيمتهم في الكفر واستهزائهم وتكذيبهم وأذاهم، فلا ينقضي النهار إلا وقد امتلأ صدره ضيقاً منهم وحزناً وهماً وتعباً.
سؤال: هل هناك من مناسبة في ختم هذه السورة بهذه الآية العظيمة؟
الجواب: ختم الله تعالى هذه السورة بالآيات هذه: «فاصبر لحكم ربك ...» لأن الصبر هو الحل الأخير الذي يواجه به النبي ÷ قومه، وأمره بالتسبيح والحمد مع الصبر لأن ذكر الله عون كبير على التحمل؛ لأن ذكر الله سبب للطمأنينة وسكون القلب ولذهاب القلق والهم والحزن، وفي هذه الآيات أيضاً الإشارة إلى نهاية السورة وتمامها، وذلك من حيث أن الصبر هو الحل الأخير، ومن حيث ذكره لإدبار النجوم وإدبار النجوم هو نهاية الليل والمراد صلاة الفجر وركعتي الفجر أي: سنة الفجر.