سورة الطور
  عذاب الله فلا محيص لهم عنه ولا مخرج لهم منه، ولا يجدون من يدفعه عنهم.
  {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ(١) ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٤٧} لا بد أن يعذبهم الله تعالى بشيء من العذاب قبل(٢) ذلك العذاب الذي سيستأصلهم.
  {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} وأمر الله نبيه ÷ أن يصبر على تبليغ دعوته، وأن لا يكبر عليه ما يواجهه من العناء الشديد وما يلقاه منهم من الأذى والتكذيب، وطمأنه بأنهم لن يستطيعوا أن ينالوه بسوء أو مكروه، وأنه تحت حراسته وحفظه(٣).
  {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ٤٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ٤٩}(٤)
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «دون ذلك»؟
الجواب: يعرب «دون ذلك» صفة لـ «عذاباً» فهو متعلق بمحذوف أي: عذاباً كائناً دون ذلك.
(٢) سؤال: هل يصح أن نحمل هذا العذاب على يوم بدر وتكون هذه قرينة على أن المراد بالسابق القيامة؟ أم أن المراد القحط الذي أصيبت به قريش؟
الجواب: يحمل على ما أصابهم يوم بدر أو على القحط أو عليهما معاً.
(٣) سؤال: فعلى هذا ما يكون معنى الباء في قوله: «بأعيننا»؟
الجواب: يكون معناها الظرفية أي: في أعيننا، أي: في حراستنا وحفظنا.
(٤) سؤال: يا حبذا لو أعربتم هاتين الآيتين؟
الجواب: «سبح» فعل أمر وفاعله مستتر وجوباً، «بحمد» جار ومجرور متعلق بمحذوف أي: سبح حال كونك متلبساً بحمد ربك. وحمد مضاف «ربك» مضاف إليه والكاف مضاف إلى رب. «حين تقوم» حين ظرف زمان متعلق بسبح المقيد بما بعده أي: أن التسبيح والحمد يكون في وقت القيام لصلاة الليل، و «حين» مضاف، و «تقوم» جملة في محل جر بإضافة حين إليها. «ومن الليل» جار ومجرور متعلق بقوله: «فسبحه»، وسبحه: فعل وفاعل ومفعول، والجملة معطوفة على جملة «وسبح بحمد ربك حين تقوم»، والفاء في قوله «فسبحه» صلة لتحسين الكلام وليست للعطف؛ لأن الواو قد أغنت عنها. «وإدبار النجوم» إدبار: ظرف منصوب عطفاً على «ومن الليل» من العطف على المعنى و «النجوم» مضاف إليه.
=