سورة النجم
  وأنهم هم أهل الباطل والضلال، وأما محمد ÷ فهو رسول من عند الله يأتيهم بما يوحى إليه من الهدى والبينات، وأن ما يتلوه عليهم من القرآن منزل من عنده بالوحي من ملائكته، وشديد القوى هو جبريل #، وكان ينزل عليه بالقرآن من عند الله تعالى. ومعنى «ذو مرة»: ذو قوة.
  ثم أخبرهم أن النبي ÷ قد رأى جبريل # على صورته الحقيقية في أفق السماء ثم دنا منه واقترب إليه حتى لم يبق بينه وبين النبي ÷ إلا مقدار ذراعين أو أقل من ذلك.
  {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠}(١) أخبر الله سبحانه وتعالى المشركين أن محمداً ÷ نبي مرسل من عنده بالوحي الذي ينزل به جبريل # عليه ÷ من السماء، وأن جبريل # قد نزل على النبي ÷ في هذه الحالة على هيئته وصورته الحقيقية، وكان ينزل عليه في غيرها في صورة رجل من الصحابة اسمه دحية بن خليفة الكلبي.
  {مَا كَذَبَ(٢) الْفُؤَادُ مَا رَأَى ١١ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى(٣) ١٢} ثم أخبر الله تعالى المشركين أن النبي ÷ قد رآه على صورته الحقيقية، فما بالهم يكذبونه
(١) سؤال: ما السر في إبهام الموحى بقوله: «ما أوحى»؟
الجواب: أبهم لتفخيم شأن الموحى وتعظيمه.
(٢) سؤال: هل يتعدى «كذب» بنفسه إلى المفعول؟
الجواب: يتعدى بنفسه كما في هذه الآية وكما في قول الأخطل:
كذبتك عينك أم رايت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا
وقيل: لا يتعدى فيكون نصب «ما» هنا على إسقاط الخافض أي: فيما رآه.
(٣) سؤال: ما السر في تعليقه بالحال دون الماضي؟ أي في قوله: «يرى»؟
الجواب: قد يكون ذلك لأن رؤية النبي ÷ لجبريل تتجدد ولم تنقطع حتى مات ~ وآله.