سورة النجم
  ويمارونه ويجادلونه في ذلك، وهو لم يكذب عليهم، وهم يعرفون أن الكذب ليس من طبيعته، وأنه لم يكذب كذبة قط منذ أن عرفوه.
  {وَلَقَدْ رَأَهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥}(١) وأخبرهم أن النبي ÷ قد رآه على صورته الحقيقية مرة(٢) أخرى غير هذه، وذلك فوق السماء السابعة عند شجرة اسمها سدرة المنتهى، والسبب في تسميتها بهذا الاسم أن علم الخلائق ينتهي عندها.
  ثم أخبر الله تعالى أن جنة المأوى عند هذه الشجرة، وهي التي(٣) تأوي إليها أرواح عباده المؤمنين عندما يتوفاهم الله سبحانه وتعالى في الدنيا.
  {إِذْ(٤) يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧} وذلك عندما أعرج بالنبي ÷ إلى السماء السابعة رأى جبريل # على صورته الحقيقية عند سدرة المنتهى، ورأى عليها جلالاً وهيبة وعظمة.
(١) سؤال: من فضلكم ما السر في فصل جملة «عندها جنة المأوى» عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لوقوعها حالاً من سدرة المنتهى.
(٢) سؤال: مم اشتقت «نزلة» حتى صارت بمعنى المرة؟
الجواب: «نزلة» مصدر للمرة الواحدة من: نزل ينزل نزولاً، ونزلة للمرة الواحدة فتوسعوا في هذا المصدر حتى استعمل للمرة الواحدة من أي فعل كما في هذه الآية.
(٣) سؤال: هل يمكن أن يستدل من هذا أن الجنة قد وجدت إذا كانت جنة المأوى إحدى الجنات العامة أو بالقياس عليها إذا كانت غيرها؟
الجواب: ليس في ذلك دليل على ما ذكرتم فجنة المأوى هي غير جنة الخلد، ولا يلزم من خلق جنة المأوى ووجودها في هذه الحياة الدنيا أن تكون جنة الخلد التي وعد المتقون موجودة مخلوقة اليوم في هذه الحياة الدنيا.
(٤) سؤال: ما هو العامل في «إذ» الظرفية هذه؟
الجواب: «إذ» متعلقة بقوله: «رآه ..».