محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النجم

صفحة 310 - الجزء 4

  {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ٥٩} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين تعجبهم مما يقرأه عليهم النبي ÷ من القرآن، فكيف يتعجبون منه وقد أنزله الله سبحانه وتعالى آيات واضحات بيناتٍ ظاهراً صدقها وحجيتها؟ ولماذا التعجب مما هذا شأنه؟ ولأنه لا يدعو للعجب إلا ما كان غريباً لا تستسيغه العقول ولا تصدقه.

  {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ٦٠} واستنكر عليهم استهزاءهم به وضحكهم منه، وليس فيه ما يدعو إلى ذلك لوضوح آياته وحججه وبيناته.

  {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ٦١}⁣(⁣١) لماذا تضحكون وتتعجبون وأنتم لاهون غافلون مع ما ينتظركم من لقاء الله تعالى وعذابه وسخطه وانتقامه.

  {فَاسْجُدُوا⁣(⁣٢) لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ٦٢}⁣(⁣٣) فاتركوا ما أنتم فيه من الغفلة وتوجهوا بعبادتكم إلى الله سبحانه وتعالى وحده، واتركوا عبادة غيره من الآلهة التي لا تستطيع أن تدفع عنكم شيئاً أو تنفعكم بشيء وقت حاجتكم إليها.

  * * * * *


= وشدائدها؟

الجواب: يصح أن تحمل الآية على ما ذكرتم وقد فسرت الآية بذلك وبما ذكرنا.

(١) سؤال: مم أخذت هذه اللفظة؟ وما رأيكم في حملها على «مغنّون» بلغة حمير كما في بعض الآثار؟

الجواب: «سامدون» اسم فاعل من «سمد» الثلاثي بمعنى «لها»، والغناء هو نوع من اللهو.

(٢) سؤال: ما معنى الفاء هذه؟

الجواب: الفاء هي الفصيحة واقعة في جواب شرط مقدر.

(٣) سؤال: هل في ختم هذه السورة بهذه الآية مناسبة ظاهرة، فما هي؟

الجواب: في ذلك إشارة إلى نهاية السورة وتمامها وذلك من حيث أن السجود لله وعبادته هي العلة الغائية لما أنزل الله تعالى من القرآن.