محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النجم

صفحة 309 - الجزء 4

  {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى⁣(⁣١) ٥٠ وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ٥١ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ٥٢ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ٥٣ فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ٥٤} وأيضاً ألم يعلموا أن الله تعالى قد أهلك من كان قبلهم من المكذبين بأنبيائهم جزاء كفرهم وتكذيبهم؟ كقوم عاد وثمود، وقوم نوح وأصحاب المؤتفكة الذين هم قوم لوط #، والمؤتفكة: اسم بلادهم، ومعنى «أهوى»: أراد بذلك أهلكهم بعذابه واستأصلهم، ومعنى «أطغى»: يعني تجاوزوا الحد في الطغيان والتمرد.

  {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ٥٥}⁣(⁣٢) بعد أن عدد الله تعالى آياته ونعمه سألهم هل يستطيعون أن ينكروا واحدة منها أو يشككوا في أنها ليست من عنده أو يكذبوا بها؟ فلن يستطيعوا أن يجدوا سبيلاً إلى الإنكار أو التكذيب، ولن يجدوا بداً من الاعتراف والإقرار بأنها من آياته ونعمه، وأنها منه وحده، ومعنى «تتمارى»: تتشكك.

  {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى ٥٦} أراد الله تعالى به محمداً ÷ فقد أرسله بمثل⁣(⁣٣) ما أرسل به الأنبياء قبله، لينذر قومه عذاب الله تعالى وسخطه إن هم كذبوا به وتمردوا عليه وأصروا على كفرهم وتكذيبهم، كما كان أولئك الأنبياء ينذرون أقوامهم، ويحذرهم أنه سيهلكهم إن كذبوا كما أهلك من كان قبلهم.

  {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ٥٧ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ٥٨} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن موعد القيامة والساعة قد اقترب، فليستعدوا للقائه فإن هذا الموعد لا يعلمه إلا هو⁣(⁣٤).


(١) سؤال: لطفاً ما السر في وصف عاد بالأولى؟ وما يكون معناها على قراءة نافع؟

الجواب: وصفت عاد بالأولى؛ لأنه جاء بعدهم عاد الأخرى، والأولى هم قوم هود الذين أهلكوا بريح صرصر عاتية والأخرى قيل: هم عاد إرم ذات العماد، وقيل غير ذلك، والله أعلم، ومعنى الأولى في قراءة نافع هو معناه في قراءة غيره.

(٢) سؤال: من المخاطب هنا في هذه الآية؟

الجواب: المخاطب هو كل كافر على البدل.

(٣) سؤال: فما معنى «مِنْ» إذاً؟

الجواب: «من» لابتداء الغاية أي: أنه واحد منهم جاء بمثل ما جاءوا به.

(٤) سؤال: فضلاً وهل يصح أن تحمل الآية على أنه لا يوجد نفس دافعة لأهوال القيامة =