سورة القمر
  إليهم وأنذرهم بما أنزل لهم من آياته ومواعظه، وأعطاهم من الآيات ما ينزجروا عندها عن شركهم وباطلهم، والحكمة البالغة: هي آيات القرآن التي تزجرهم وتردعهم.
  {فَمَا(١) تُغْنِ النُّذُرُ ٥}(٢) ولكنهم لم ينزجروا ولم ينتفعوا بها ولم يتعظوا بشيء من تلك المواعظ والعبر والآيات، وأصروا على إعراضهم وتكذيبهم.
  {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} بعد أن بلغهم النبي ÷ آيات الله سبحانه وتعالى وحججه وأعذر إليهم وأنذر - أمره الله تعالى أن يتركهم ويتولى عنهم ويذرهم في شركهم وباطلهم يرتعون ويلعبون، فقد علم الله سبحانه وتعالى أنهم لن يؤمنوا أبداً، وأنهم لن ينتفعوا بشيء من آياته ومواعظه.
  {يَوْمَ(٣) يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ٦ خُشَّعًا(٤) أَبْصَارُهُمْ} سيلقون جزاءهم الشديد فيجيبون الداعي وهم في ذلة وخزي ورعب من هول الموقف، يوم يبعثهم الله سبحانه وتعالى من قبورهم، ثم يدعوهم إلى الحساب، ثم يأمر بهم بعدها إلى جهنم.
(١) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟
الجواب: هي للعطف هنا أي: جاءتهم النذر فما نفعتهم.
(٢) سؤال: هل المراد بالنذر الرسل المنذرون أم الآيات المنذرة؟
الجواب: هي الحكمة البالغة التي جاءتهم بها رسل الله À، ويصح أن تكون النذر رسل الله الذين جاءوا بالحكمة البالغة.
(٣) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟ وما الوجه في حذف واو «يدع» وهي لا تحذف خطاً؟ وما هو الوجه في حذف ياء «الداعي» لفظاً وخطاً؟ وما نوع اسمية «نكر»؟
الجواب: العامل فيه «اذكر» محذوفاً فهو مفعول به. وحذفت واو «يدع» خطاً تبعاً لحذفها لفظاً لالتقائها بساكن، وكان القياس إتيانها ولكن خط المصحف سنة لا يقاس عليها، وحذفت ياء الداعي لفظاً وخطاً للتخفيف. «نكر» صفة مشبهة بمعنى المنكر أو الأمر الشديد وزنه (فُعُل) بضمتين.
(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب «خشعاً أبصارهم»؟
الجواب: «خشعاً» حال من المفعول المقدر ليدع. «أبصارهم» فاعل خشعاً.