محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القمر

صفحة 313 - الجزء 4

  {يَخْرُجُونَ⁣(⁣١) مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ٧} يخرجون وعليهم الذلة والخزي والهوان؛ وقد شبههم الله سبحانه وتعالى بالجراد في الكثرة والانتشار.

  {مُهْطِعِينَ⁣(⁣٢) إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨} والمهطع: المترقب لسماع شيء، فسيكونون في ذلك اليوم فاتحين لآذانهم مترقبين لداعي الرحمن، ومقبلين إليه منادين بعسر ذلك اليوم وعظم أهواله.

  {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ٩ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ١٠ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ⁣(⁣٣) السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ١١ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ١٢ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ١٣ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ١٤}⁣(⁣٤) فليست أمتك هي الوحيدة يا محمد من بين


(١) سؤال: ما محل هذه الجملة؟ وكذا: «كأنهم جراد منتشر»؟

الجواب: «يخرجون» لا محل لها مستأنفة. «كأنهم جراد منتشر» جملة حالية في محل نصب من فاعل «يخرجون».

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «مهطعين»؟ وما محل جملة «يقول الكافرون»؟ وما الوجه في فصلها عما قبلها؟

الجواب: «مهطعين» حال أيضاً من فاعل «يخرجون»، ولا محل لجملة «يقول الكافرون»؛ لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً والوجه في فصلها كونها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٣) سؤال: ما السر في هذه التسمية «أبواب السماء»؟

الجواب: السر هو تصوير نزول المطر من السحاب بصورة تبلغ من الحسن في أذن السامع كل مبلغ وتسمى مثل هذه الصورة بالاستعارة التمثيلية وهي مبنية على التشبيه المركب.

(٤) سؤال: ما الوجه في تكرير التكذيب في قوله: «كذبوا»؟ وما محل المصدر «أني مغلوب»؟ وما إعراب «عيوناً» و «جزاءً»؟ وما الوجه في الإتيان بالمبني للمجهول في قوله: «كُفِر»؟

الجواب: التكذيب الثاني هو تفصيل للأول؛ لذلك عطف بالفاء التي تختص بذلك.

«أني مغلوب» في محل جر بحرف جر مقدر أي: بأني مغلوب أو في محل نصب بنزع الخافض.

«عيوناً» تمييز نسبة، «جزاءً» مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة. وقوله «لمن كان كفر» واقع موقع «نوح» أي: جزاءً لنوح إلا أنه عدل إلى قوله: «لمن كان كفر» ليفيد أن العلة والسبب في وقوع ذلك الجزاء بقوم نوح هو كفرهم به وبما جاء به. وغيرت صيغة «كُفِر» إلى المبني للمجهول للعلم بفاعل الكفر.