سورة القمر
  {يَخْرُجُونَ(١) مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ٧} يخرجون وعليهم الذلة والخزي والهوان؛ وقد شبههم الله سبحانه وتعالى بالجراد في الكثرة والانتشار.
  {مُهْطِعِينَ(٢) إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨} والمهطع: المترقب لسماع شيء، فسيكونون في ذلك اليوم فاتحين لآذانهم مترقبين لداعي الرحمن، ومقبلين إليه منادين بعسر ذلك اليوم وعظم أهواله.
  {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ٩ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ١٠ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ(٣) السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ١١ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ١٢ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ١٣ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ١٤}(٤) فليست أمتك هي الوحيدة يا محمد من بين
(١) سؤال: ما محل هذه الجملة؟ وكذا: «كأنهم جراد منتشر»؟
الجواب: «يخرجون» لا محل لها مستأنفة. «كأنهم جراد منتشر» جملة حالية في محل نصب من فاعل «يخرجون».
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «مهطعين»؟ وما محل جملة «يقول الكافرون»؟ وما الوجه في فصلها عما قبلها؟
الجواب: «مهطعين» حال أيضاً من فاعل «يخرجون»، ولا محل لجملة «يقول الكافرون»؛ لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً والوجه في فصلها كونها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.
(٣) سؤال: ما السر في هذه التسمية «أبواب السماء»؟
الجواب: السر هو تصوير نزول المطر من السحاب بصورة تبلغ من الحسن في أذن السامع كل مبلغ وتسمى مثل هذه الصورة بالاستعارة التمثيلية وهي مبنية على التشبيه المركب.
(٤) سؤال: ما الوجه في تكرير التكذيب في قوله: «كذبوا»؟ وما محل المصدر «أني مغلوب»؟ وما إعراب «عيوناً» و «جزاءً»؟ وما الوجه في الإتيان بالمبني للمجهول في قوله: «كُفِر»؟
الجواب: التكذيب الثاني هو تفصيل للأول؛ لذلك عطف بالفاء التي تختص بذلك.
«أني مغلوب» في محل جر بحرف جر مقدر أي: بأني مغلوب أو في محل نصب بنزع الخافض.
«عيوناً» تمييز نسبة، «جزاءً» مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة. وقوله «لمن كان كفر» واقع موقع «نوح» أي: جزاءً لنوح إلا أنه عدل إلى قوله: «لمن كان كفر» ليفيد أن العلة والسبب في وقوع ذلك الجزاء بقوم نوح هو كفرهم به وبما جاء به. وغيرت صيغة «كُفِر» إلى المبني للمجهول للعلم بفاعل الكفر.