محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرحمن

صفحة 326 - الجزء 4

  {وَالسَّمَاءَ⁣(⁣١) رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧ أَلَّا⁣(⁣٢) تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ٨} والله تعالى هو الذي بنى هذه السماء التي فوقنا ورفعها، وهو الذي وضع لعباده العدل بما أنزل لهم من الشرائع السماوية، لئلا يقع بينهم التظالم والفساد، والقرآن⁣(⁣٣) هو ميزان يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال.

  {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩} أراد بالوزن والميزان هنا: ذلك الوزن المعروف في البيع والشراء، فأمر الله تعالى بإيفاء الوزن ونهى عن نقصه عند المعاملة.

  {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ١٠ فِيهَا⁣(⁣٤) فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ⁣(⁣٥) ذَاتُ الْأَكْمَامِ ١١} وهو تعالى الذي وضع الأرض ومهدها لعباده ليعيشوا فيها ويسعوا على ظهرها، وهو الذي أخرج لهم منها الفواكه والثمار الكثيرة التي يتنعمون بها ويتلذذون


(١) سؤال: فضلاً علام عطفت هذه الجملة؟ وهل السماء مفعول لفعل محذوف يفسره المذكور أم كيف؟

الجواب: «والسماء رفعها»: معطوفة على جملة «علم القرآن» فهو في محل رفع، والسماء مفعول به لفعل محذوف كما ذكرتم.

(٢) سؤال: ما محل: «ألا تطغوا ..» من الإعراب؟

الجواب: محلها الجر بلام مقدرة أي: لئلا تطغوا، ويمكن أن تكون «أن» مفسرة، و «لا» ناهية لتقدم قوله: «ووضع الميزان» وذلك متضمن للأمر بالعدل.

(٣) سؤال: هل تريدون أن معناه أن الله نهاهم عن التجاوز في القرآن بنقص أحكامه أو الزيادة فيها؟ أم ماذا؟

الجواب: الذي أردناه أن القرآن قد تضمن الأحكام العادلة والشرائع الحقة.

(٤) سؤال: فضلاً ما محل الجملة الاسمية هنا؟

الجواب: محلها النصب على الحال من الأرض.

(٥) سؤال: هل يتناسب عطف المعرفة هنا على النكرة؟ أم لا؟

الجواب: لا مانع - كما يظهر لي - من عطف المعرفة على النكرة أو العكس.