سورة الرحمن
  آنٍ ٤٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥}(١) وفي ذلك اليوم سيكون للمجرمين هيئة وصورة تميزهم، وستكون وجوههم كقطع الليل المظلم من شدة سوادها والخزي الذي يعلوها، فعندها تأخذهم ملائكة العذاب بنواصيهم(٢) وأقدامهم ثم تقذف بهم إلى جهنم، وستقول لهم حينها موبخة: هذه جهنم التي كنتم تنكرونها وتكذبون بها في الدنيا، ثم تطوف بهم بين أرجائها وأطباقها ساحبة لهم على وجوههم، ثم تغمسهم بين ماء الحميم، وسيكونون على هذه الحال(٣) دائماً وأبداً.
  ومعنى «آن»: متناه في الحرارة والشدة.
  {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ٤٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٧ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ٤٨ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٩ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ٥٠ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥١ فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ٥٢ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٣ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ٥٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٥ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(٤) ٥٦ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٥٧ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ٥٨ فَبِأَيِّ
(١) سؤال: فضلاً ما مناسبة هذا العذاب وذكره لكونه نعمة ظاهرة؟
الجواب: الوجه هو ما تقدم من كون ذلك زاجراً للناس عن الوقوع في معصية الله.
(٢) سؤال: هل المراد أنها تجمع بين نواصيهم وأقدامهم عاكفة لهم أو ماذا؟
الجواب: المراد - والله أعلم - أن الزبانية تحمل المرجوم بناصيته وقدميه فترمي به في النار، وليس المراد كما يظهر لي أنها تجمع بين رأسه وقدميه فيكون معكوفاً.
(٣) سؤال: من أين نستفيد هذا؟
الجواب: يستفاد ذلك من قوله: «يطوفون بينها وبين حميم آن» فإن المضارع يدل على ما ذكرنا.
(٤) سؤال: هل يؤخذ من قوله: «لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان» أن الجن يتناكحون ويتزاوجون أم لا؟ ولماذا؟
الجواب: فيها إشارة إلى ما ذكرتم من أن الجن يتناكحون.