محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 339 - الجزء 4

  عليها للحساب.

  {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ٧ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ⁣(⁣١) ٨ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ٩ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ١٢} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن بني آدم في ذلك اليوم بأنهم سينقسمون إلى ثلاثة أصناف: فالصنف الأول هم أصحاب الميمنة، والاستفهام عنهم يوحي بأن لهم شأناً عظيماً عند الله تعالى ومنازل رفيعة عنده، والصنف الثاني هم أصحاب المشأمة الذين هم أهل الشؤم والعذاب⁣(⁣٢)، والصنف الثالث والأفضل عند الله سبحانه وتعالى هم السباقون إلى طاعة الله تعالى المبادرون إلى فعل الخيرات الذين استجابوا لداعي الله وآمنوا برسله، وكانوا أسبق⁣(⁣٣) الناس إيماناً وأسرعهم إلى فعل الطاعات، فهؤلاء قد خصهم الله تعالى بالمنازل الرفيعة، وجعل لهم مزية وفضلاً على من ذكر قبلهم من أصحاب اليمين.


(١) سؤال: لو أعربتم هذه الآية فنحن محتاجون لذلك؟

الجواب: الفاء تفريعية، «أصحاب» مبتدأ مضاف إلى الميمنة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «أصحاب» خبر المبتدأ، و «الميمنة» مضاف إلى أصحاب، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط هو إعادة المبتدأ بلفظه. والاستفهام «ما» يراد به التعظيم، ولا يستعمل هذا التركيب إلا في التعظيم أو التحقير، ومن أمثلته: {الْحَاقَّةُ ١ مَا الْحَاقَّةُ ٢}⁣[الحاقة]، {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢}⁣[القارعة]، {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ٩}.

(٢) سؤال: وعلام يدل الاستفهام في حقهم؟

الجواب: يدل على التحقير.

(٣) سؤال: ورد في بعض الأحاديث أن السباقين ثلاثة: حبيب النجار ومؤمن آل فرعون لعله (حزقيل) وعلي بن أبي طالب، فهل يقتصر على ما في هذا الخبر أم يعمم مع تعليله من فضلكم؟

الجواب: الثلاثة السابقون هم من السابقين ولا يقصر السبق عليهم بل هم وغيرهم بدليل قوله: «ثلة من الأولين» والثلة: هي الجماعة الكبيرة كما في الكشاف.