محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 340 - الجزء 4

  {ثُلَّةٌ⁣(⁣١) مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٣ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ١٤} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم جماعة كثيرة من الأولين وقلة من الآخرين، والثلة: معناها الجماعة الكثيرة.

  {عَلَى سُرُرٍ⁣(⁣٢) مَوْضُونَةٍ ١٥ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ١٦ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا⁣(⁣٣) وَلَا يُنْزِفُونَ ١٩ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢١ وَحُورٌ عِينٌ⁣(⁣٤) ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤} لهم من النعيم الذي أعده الله لهم في الجنة أنهم يقعدون على سرر محبوكة ومزخرفة بأنواع الجواهر والحلي،


(١) سؤال: فهل هذا خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم؟

الجواب: «ثلة» خبر لمبتدأ محذوف، والجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً.

(٢) سؤال: بم تعلق الجار والمجرور هذا؟

الجواب: متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي: هم على سرر موضونة، والجملة مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٣) سؤال: ما الفرق بين الأكواب والأباريق؟ وهل يفهم الخمر من قوله: «كأس» أم لا يفهم إلا من قوله: «من معين»؟ وما الوجه في بناء «لا يصدعون» للمجهول؟ وهل «عن» على بابها أم أنها بمعنى الباء؟

الجواب: الكوب هو الذي لا عروة له ولا خرطوم، والإبريق هو الذي له عروة وخرطوم. ولا يقال كأس إلا لما فيه خمر، فيفهم الخمر من لفظ «كأس». وبني «يصدعون» للمجهول لأن المقصود لا يحصل لهم صداع من شرب الخمر، ولأن الفاعل السببي معلوم وهو الخمر، و «عن» للمجاوزة فهي على بابها أي: أن الصداع صادر عن الخمر أي: متجاوز منها إليهم. ولا داعي لجعل «عن» بمعنى الباء مع استقامة المعنى الظاهر لها وهو المجاوزة.

(٤) سؤال: فضلاً ما الوجه في رفع «حور عين»؟

الجواب: «حور عين» بالرفع معطوف على «ولدان» في قوله: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧} أي: ويطوف عليهم حور عين للتنعم لا للخدمة، ويصح أن تكون «حور ..» مبتدأ، والخبر محذوف أي: ولهم حور، أو خبر لمبتدأ محذوف أي: ونساؤهم حور.