سورة الحديد
  {لِئَلَّا(١) يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢٩} كان أهل الكتاب يزعمون أنه لا يصح أن يرسل الله سبحانه وتعالى نبياً إلا منهم، وأنه لا يصح أن يجعلها في غير بني إسرائيل، وأن مغفرة الله وفضله حكر عليهم، فرد الله سبحانه وتعالى عليهم أن الأمر ليس كما يزعمون فقد أخرج النبوة منهم وجعلها في العرب، وتفضل بها عليهم، وقد اصطفاكم أيها المؤمنون وفضلكم عليهم بمحمد ÷، وأجزل لكم المثوبة والعطاء، واختصكم بفضله ورحمته، ليعلم أهل الكتاب أن الملك بيد الله وحده، وأن له أن يختار لنبوته ويصطفي لها من أراد من خلقه، وليعلم أهل الكتاب أنه لا يصح لهم أن يعترضوا على الله سبحانه وتعالى أو يقترحوا عليه أو يتحكموا في ملكه.
  * * * * *
(١) سؤال: فضلاً أين المعلول هنا؟ وما إعراب «لئلا»؟ وكذا «ألا يقدرون» مفصلاً؟ وعلام عطف «أن الفضل بيد الله»؟ وما محل جملة «يؤتيه من يشاء»؟
الجواب: المعلول هو قوله: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ} وما عطف عليه. «لئلا» اللام للتعليل، «أن» مصدرية، و «لا» صلة للتأكيد. «ألا يقدرون»: «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن مقدر، «لا يقدرون» في محل رفع خبر «أن» المخففة. «وأن الفضل بيد الله» معطوف على «ألا يقدرون». «يؤتيه من يشاء» في محل رفع خبر ثان لـ «أن».