محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 375 - الجزء 4

  وينتبهوا فيما يستقبل من زمانهم، وأنه عفا عنهم فيما مضى فلا يعودوا للظهار.

  {وَالَّذِينَ⁣(⁣١) يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٣} ثم بين الله تعالى كفارة من عاد إلى ما حرّم - أي: إلى المظاهر منها - بعد أن نهى الله تعالى عنه، فقال: إن كفارة ذلك إعتاق رقبة من العبيد من قبل أن يمس زوجته، ولا يصح له الرجوع والمسيس إلا بعد الإعتاق، وقد شدد الله سبحانه وتعالى عليهم في ذلك لينزجروا ويرتدعوا عن الوقوع في ذلك الإثم، فإذا عرف ما يلزمه من الغرامة فإنه سيمسك لسانه ويكف عن ظهار زوجته؛ إذ قد علم الله سبحانه وتعالى أنه لن يصلح عباده ويزجرهم عن ذلك إلا هذا الإلزام.


=

الجواب: فهم ذلك من قوله: {مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} فإن ذلك يقتضي تحريمه ووجوب الانتهاء عنه.

(١) سؤال: فضلاً أين خبر الاسم الموصول هذا؟ وهل «ما» في قوله: «لما قالوا» موصولة أو مصدرية؟ وما ينبني على ذلك من فوائد؟ وما الوجه في الإشارة بـ «ذلكم»؟ وما وجه إطلاق الوعظ على العقوبة؟

الجواب: خبر الاسم الموصول هو قوله: «فتحرير رقبة» ودخلت الفاء في الخبر لتضمن الموصول معنى الشرط. والأولى في «ما» أن تكون موصولة بمعنى «الذي» وقد جوزوا أن تكون مصدرية، ويتأول المصدر بالمقول أي: إلى مقولهم فيكون المعنى واحداً في التقديرين، وكونها موصولة هو الأولى لسلامته من التأويل. وقوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} دليل على أن العود لما قالوا هو العود إلى جماع الزوجة التي قد كان حرمها بالظهار أي: إرادة العود إلى جماعها وإضرابه عن تحريمها. والإشارة بـ «ذلكم» للتنبيه على أهمية المشار إليه من حيث أنه لا بد من تأديته وأنه لا يجوز التهاون به أو التفريط فيه، وأطلق الوعظ على العقوبة لأنها تزجر عن المعصية كالوعظ.