محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 388 - الجزء 4

  {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ⁣(⁣١) اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢(⁣٢)} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن المسلمين⁣(⁣٣) الذين لا يوادون المشركين ولا يناصحونهم بأنه قد ملأ⁣(⁣٤) قلوبهم إيماناً، وزادهم تنويراً⁣(⁣٥) وهدى في قلوبهم، وأنهم حزب الله تعالى وجنده الذين سيظفرون ويفوزون بثواب الدنيا والآخرة.

  * * * * *


= وسياستها وقوة رجالها وضعفهم وكل معلوماتهم ونقاط ضعفهم و ... إلخ.

(١) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عما قبلها مع قوله: «ورضوا عنه»؟

الجواب: فصلت لأنها استئناف بياني أي: في جواب سؤال مقدر. «ورضوا عنه» معطوفة على ما قبلها.

(٢) سؤال: ما الوجه في جعل هذه الآية خاتمة للسورة؟

الجواب: في الآية إشارة إلى تمام السورة ونهايتها وذلك من حيث أن دخول الجنة ورضوان الله هو الغاية من إنزال القرآن والنهاية التي ينتهي إليها المؤمنون.

(٣) سؤال: من أين نفهم بأن هذا هو المشار إليه في سياق الآية؟

الجواب: نفهم ذلك من ورود الإشارة عقيب ذكره للمؤمنين بالله واليوم الآخر.

(٤) سؤال: إذا كان هذا هو زيادة الهدى والتوفيق فقد أفاده «بروح منه» فكيف؟

الجواب: «كتب في قلوبهم الإيمان» بمعنى: ملأها إيماناً أي: لم يبق فيها مكان للنفاق. «وأيدهم بروح منه» هو التنوير والبصيرة والتوفيق.

(٥) سؤال: ما الوجه في إطلاق الروح على التنوير؟

الجواب: لأن القلوب تحيا بالروح فتبصر مراشدها وتهتدي في طريقها.