سورة الممتحنة
  {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ(١) وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} لماذا أيها المؤمنون تناصحون المشركين وتنصرونهم وقد أخرجوكم من مكة وطردوكم مع النبي ÷ لأجل إيمانكم بالله تعالى ورسوله ÷، فإن كنتم خرجتم مع النبي ÷ تريدون وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة فاتركوا موادتهم، واتركوا النصح لهم؛ فالله سبحانه وتعالى مراقب لكم ومطلع على أعمالكم، وعالم بأسراركم وما في ضمائركم، وسيحاسبكم على كل صغيرة وكبيرة.
  {وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ١} فمن ناصحهم(٢) أو أفشى إليهم بسر من أسرار المسلمين فقد خرج عن الحق والهدى وقد استحق العذاب الشديد.
  {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ(٣) تَكْفُرُونَ ٢} فاحذروا مناصحتهم وموادتهم فلو أنهم تمكنوا منكم وأحكموا قبضتهم عليكم لما رأيتم منهم إلا كل سوء ومكروه، ولفعلوا بكم
(١) سؤال: فضلاً ما محل المصدر «إيمانكم» من الإعراب؟ وأين جواب الشرط في الآية هذه؟ وما إعراب «جهاداً»؟ وما محل جملة «تسرون إليهم بالمودة»؟ أم أنها لا محل لها من الإعراب فلماذا؟
الجواب: «أن تؤمنوا» في محل جر بلام مقدرة أو في محل نصب بنزع الخافض، وجواب الشرط مقدر أي: فلا تتخذوهم أولياء دل عليه ما قبله. «جهاداً» مفعول من أجله. «تسرون» لا محل لها استئناف بياني أو بدل من «تلقون» فيكون حكمها حكمها.
(٢) سؤال: ما الوجه في قصر الموادة على المناصحة أو إفشاء أسرار المسلمين؟
الجواب: المناصحة كلمة جامعة فالناصح ينصح بقلبه ويده ولسانه لا يترك مجالاً للنصيحة تصل إليه يده أو لسانه.
(٣) سؤال: هل «لو» هنا مصدرية تسبك مع ما بعدها بمصدر أم ماذا؟
الجواب: نعم هي مصدرية تسبك مع ما بعدها بمصدر.