سورة الممتحنة
  الأفاعيل من دون أن يراعوا فيكم أي عهد أو حرمة، ولا زالوا حريصين على إغوائكم وإضلالكم عن هذا الدين الذي جاءكم به نبيكم ÷.
  {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٣} اعتذر حاطب عند النبي ÷ حين كشف الله ستره بأنه ليس من قريش، وأنه ليس إلا دخيلاً بينهم، وقد أراد أن يكون له يد عندهم يحفظ بها أهله الذين هم بين ظهراني المشركين في مكة، فأخبر تعالى أنها لن تنفعهم أرحامهم ولا أولادهم يوم القيامة(١)، وأن الله تعالى سوف يفصل بينهم يوم القيامة، ولن يجمع الله في ذلك اليوم إلا بين أوليائه المؤمنين، {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}[الزخرف].
  {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ(٢) قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَأَئُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا(٣) بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} وأخبرهم أن لهم أسوة حسنة في إبراهيم # فقد جعله الله سبحانه وتعالى قدوة للمسلمين يقتدون به ويهتدون بهديه، وقد تبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من قومه وأقاربه حين أصروا على عبادة الأصنام والكفر بالله، ونصب نفسه لعداوتهم وسعى جهده في إبطال دينهم،
(١) سؤال: ظاهر هذا أن «يوم» معمول لـ «تنفعكم» فهل يصح أن يجعل معمولاً لـ «يفصل»؟ وما يكون محل جملة «يفصل»؟
الجواب: يصح أن يكون معمولاً لـ «يفصل» ولـ «تنفعكم»، وجملة «يفصل بينكم» مستأنفة للتعليل أي: تعليل عدم النفع.
(٢) سؤال: أين العامل في «إذ» الظرفية هذه؟
الجواب: «إذ» بدل من إبراهيم بدل اشتمال، فهي في محل جر.
(٣) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها مع أنها في خبر قولهم؟
الجواب: فصلت لأنها بمثابة عطف البيان من الجملة التي قبلها.